انخفاض المحروقات محليا هل يتناسب مع انخفاض النفط عالميا؟!
واصل سعر برميل النفط، عالميا، تسجيل أدنى مستويات الأسعار، التي لم يصلها منذ ست سنوات، في وقت أعلنت فيه الهيئة العامة للبترول انخفاضا بمقدار 4.5% في سعر لتر البنزين، ونحو 1.5% على سعر لتر السولار لشهر أيلول الجاري بالمقارنة مع شهر آب الذي سبقه، ما يطرح التساؤل التالي؛ هل يتناسب انخفاض سعر المحروقات محليا مع انخفاض سعر النفط عالميا؟.
قبل الإجابة على التساؤل لا بد من الإشارة إلا أن سعر لتر البنزبن من نوع 95 كان يباع الشهر الماضي 6.17، بينما سيباع اللتر الواحد منه هذا الشهر بـ 5.89 شيقل، بينما بيع لتر السولار الواحد الشهر الماضي ب 5.28 شيقل، بينما يباع هذا الشهر بـ 5.18 شيقل.
وانخفضت عقود خام برنت القياسي العالمي، أمس الثلاثاء، إلى 48.62 دولار للبرميل، من 49.56 دولار، بينما انخفضت عقود الخام الأميركي من 44.61 دولار إلى 44.56 دولار للبرميل.
وفي معرض الإجابة على السؤال؛ أعرب الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم عن اعتقاده بأن الانخفاض في سعر بيع الوقود لا يتناسب مع الانخفاض العالمي.
وأوضح أن المقرر النهائي في تحديد سعر بيع المحروقات هو الجانب الإسرائيلي، نظرا لأن السلطة الوطنية الفلسطينية تشتري الوقود منه ولا تستورده من مصادره المباشرة، تماما كما السلع الأخرى التي تشتريها من إسرائيل.
وأضاف عبد الكريم أن الموضوع المهم في تحديد السعر لا يقتصر فقط على الشراء أو عدم الاستيراد المباشر، إنما يتمثل في الضرائب التي تفرض على الوقود من قبل الجانب الإسرائيلي، وهما ضريبتا المحروقات والقيمة المضافة، اللتان تشكلان 50% من سعر الوقود النهائي.
وبين عبد الكريم أن الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وتحديدا اتفاق باريس الاقتصادي، وبروتوكول باريس، تعطي السلطة الوطنية الحق في استيراد السولار من أي طرف خارجي، وتحديد سعره شرط أن تتناسب جودته مع المواصفة الإسرائيلية، بينما تسمح للسلطة الوطنية تحديد سعر البنزين بهامش انخفاض لا يتجاوز 15% عما يباع عليه في إسرائيل.
في المقابل أوضح المدير العام للهيئة العامة للبترول فؤاد الشوبكي أن سعر الوقود، والذي ينشر رسميا في اليوم الأول من كل شهر في الصحف الفلسطينية، يحدد بناء على معدل سعره في آخر خمسة أيام من الشهر السابق، بينما يساهم سعر صرف الدولار كذلك بتحديد سعر المحروقات.
وبين الشوبكي أن سعر بيع المحروقات شهد انخفاضا بنسبة 25% منذ مطلع العام الجاري، عما كان عليه خلال العام الماضي، بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، بينما سجل الانخفاض الأخير، لشهر أيلول، في سعر المحروقات 4.5 % للبنزين، و1.5% للسولار.
وأضاف الشوبكي أن الخزينة الفلسطينية مطالبة شهريا بتوفير 50 مليون شيقل لهيئة البترول لدعم احتياجات السوق، والتي تقدر بــ44 مليون لتر سولار، و22 مليون لتر بنزين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار الشوبكي إلى سعي الهيئة الدائم للوصول إلى سعر يناسب الواقع الذي يعيشه المواطن، لذلك تعمد الهيئة لتخفيض سعر بيع البنزين مثلا بنسب متفاوتة شهريا، وفق الهامش الذي منحه بروتوكول باريس للسلطة الوطنية، والذي يجب ألا يتعدى 15% وفق البروتوكول عما يباع لدى الجانب الإسرائيلي.
(وفا- يزن طه)