الغاز المصري يُدخل غاز إسرائيل في المجهول
الاعلان عن اكتشاف احتياطي ضخم من الغاز في المياه الاقليمية المصرية في البحر الابيض المتوسط، أحدث زلزال في اسرائيل، والقصد هنا ليس التأثير الآني للحدث، فيما يتعلق بإنخفاض اسهم شركات الطاقة في بورصة تل ابيب، ولكن اكتشاف الغاز المصري، يطرح تحديات استراتيجية على اسرائيل في مجال أمن الطاقة.
أول هذه التحديات ناجم عن خسارة أكبر زبون محتمل للغاز الاسرائيلي الذي كان من المقرر استخراجه من حقل "ليفيتان"، وكانت تخطط الشركات التي عثرت على الحقل تصدير الغاز لمصر بإعتبارها أكبر زبون محتمل وبدونه، يصبح تطوير الحقل واستثمار مبالغ طائلة في بناء البنية التحتية اللازمة لاستخراج الغاز وتصديره انتحار مالي، فالسوق الاسرائيلية لن تفي بالغرض، وبناء على هذا فإن الغاز المصري فرض على اسرائيل تحدي كبير بمجال الطاقة.
وتملك شركة نوبل إنرجي" حوالي 40% من امتياز حقل "ليفيتان" فيما تملك الحكومة الاسرائيلية الباقي من الحقل الذي يقدر احتياطيه بـ 540 مليار متر مكعب من الغاز، مسموح بتصدير 40% منها والباقي للاستهلاك المحلي.
انخفاض اسعار الغاز في العالم بطريقة جنونية وصلت نسبتها لعشرات بالمئة ومنافسة الغاز المصري يطرح مجدداً على شركة "نوبل انيريجي" التساؤل التالي "هل ثمة جدوى اقتصادية من وراء تطوير حقل ليفيتان"، الخيار المتاح أمام اسرائيل لتجاوز هذه المعضلة كما اقترح غال لوفت كبير مستشاري المجلس الاميركي للامن الطاقة هو توجيه الانظار نحو اليونان وقبرص، والسبب هو ان اليونان دولة مكونة من جزر وتعتمد في توليد الكهرباء على النفط، في حال استبدلت انتاج الكهرباء بالغاز الطبيعي بدل النفط فأن ستوفر على نفسها مبالغ طائلة.
ولكن الخيار المتاح امام "نوبل انيريجي" وشريكتها الاسرائيلية "دليلك" المتثل باليونان، ليس بحجم الزبون مصر التي قد لا تكتفي بتوجيه غازها الى المستهلك المحلي وانما قد تصدره للاردن كما يخشى الخبراء الاقتصاديين الاسرائيلين ولتدخل مصر في مضمار منافسة الغاز الاسرائيلي ويتحول الزبون المحتمل الى منافس شرس.