يجري العمل حاليا على مشروع تأهيل شارع قلنديا بتوسعة الطرقات المؤدية إلى مركز الاختناق المروري، وسط وعود بأن يشكل المشروع المنفذ من قبل وزارة الأشغال العامة حلا يلمس المواطنون أثره بشكل مباشر. إلا أن مراقبون يرون أن نتائج المشروع ستكون متواضعة نظرا لأسباب عديدة.
"قلق دائم يسببه لي التفكير بالحاجز والانتظار لساعات في الأزمة اليومية، إذ أضطر للاستيقاظ باكرا جدا للوصول قبل ساعة الذروة الصباحية وأسرع بالعودة بعد العمل تلافيا لأزمة الظهيرة. باختصار قلنديا تنغص حياتي" تقول هديل عبيدي (46 عاما) التي تقود سيارتها يوميا بين بيتها بالقدس وعملها في البيرة.
هديل وآلاف الفلسطينيين يعانون من نفس المشكلة التي كثرت الوعود بحلها، إلى أن أعلنت وزارة الأشغال مؤخرا عن بدء العمل على تأهيل شارع قلنديا في مشروع قد يحقق الحلم بإنهاء أزمة قلنديا.
إلا أن المهندس المدني فاروق كتانة يعتقد بأن عملية التأهيل الحالية لن تحل مشكلة الاختناق المروري بشكل جذري، بل قد تساهم بنسبة 20% من حل المشكلة وقد تصدر الاختناق من نقطة لأخرى ليس إلا.
ويوضح كتانة الذي كان مشرفا على تنفيذ أول مشروع لإعادة تأهيل شارع قلنديا الذي نفذه المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار/ بكدار، قبل نحو 10 سنوات، بأن هذا الشارع يعاني من خلل هندسي وهو وجود 3 تقاطعات في مسافة لا تتجاوز ال400 متر، وهذه التقاطعات هي سبب الأزمة ويضع الاحتلال القيود على إجراء تغيرات جذرية، ولن تؤثر توسعة الشوارع التي يعمل عليها حاليا بشكل جلي على الأزمة اليومية.
ويُعتبر حاجز قلنديا الاحتلالي العائق الأول والأهم في وجود هذا الاختناق اليومي، إذ يعطل الحاجز، وما يسببه من بطء سير وتفتيش للمارين باتجاه القدس، مسربين من مسارب الشارع الثلاث.
ويُعد شارع قلنديا مركزا مروريا وحيدا بين محافظات الضفة والشمال ورام الله والقدس، وتمر يوميا من خلاله قرابة الـ50 ألف مركبة أي حوالي ثلثي حركة سيارات الضفة الغربية. إذ يغلق الاحتلال ويعطل طريقين قد يساهمان بتخفيف الاختناق عن هذه المنطة إلى النصف، هما طريق بتين وطريق بيتونيا.
"عدم وجود فصل بين المركبات المقدسية وباقي المركبات وانعدام التنظيم في هذه النقطة من أسباب الاختناق المروري اليومي" يضيف المهندس كتانة. ويتابع بأن لا حل جذري لأزمة قلنديا سوى بإزالة الحاجز.
ويتابع كتانة بطرح حلول يمكن أن تساهم أيضا بتقليل الاختناق المروري اليومي: بالإمكان إنشاء جسر علوي للسيارات القادمة من الشمال والجنوب يبدأ من تقاطع الرام حتى الشارع ما بعد الحاجز.
يذكر أن وزارة الأشغال بدأت منذ أيام بتنفيذ مشروع تأهيل شارع قلنديا سيستغرق العمل عليه حوالي 75 يوم عمل، وبتكلفة مالية تقدر بنصف مليون دولار.
وقال وكيل الوزارة فائق الديك في تصريحات صحفية بأن أعمال التوسعة ستشمل المقطع الواصل بين مدخل الحاجز وحتى مفرق "أبو الشهيد" بطول 800 م، ويتضمن ذلك إنشاء مسربين للطريق الداخل الى محافظة رام الله والبيرة، عدا عن مسربين للخارج منها، ويبلغ عرض كل مسرب حوالي 3.5 م.
(أسماء مرزوق، بوابة اقتصاد فلسطين)