تحليل: الصين وأميركا وأسعار النفط
يتوقع خبراء في سوق النفط أن تستمر الأسعار منخفضة عند أقل من نصف قيمتها قبل عام، خلال ما تبقى من العام الحالي، وربما إلى 2016، بسبب تخمة السوق بالمعروض من الخام، وتخفيض توقعات نمو اقتصادات الدول المستهلكة للطاقة.
يعاني ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالصين، من عدة عوامل تدفع لتوقع تباطؤ النمو، فيما لا يزال النمو في الولايات المتحدة وأوروبا عند مستوى أقل من نصف معدل نمو الاقتصاد الصيني.
وتستورد أميركا ما يزيد عن 7 مليون برميل يوميا من النفط، بينما تستورد الصين أكثر من 6.5 مليون برميل يوميا (وإن تجاوزت واردات الصين مؤخرا حاجز السبعة ملايين برميل يوميا لفترة).
ويعني ذلك أن أميركا ـ أكبر اقتصاد في العالم ـ والصين يستوردان وحدهما نحو نصف إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
ويرجح أن الزيادة في واردات الصين النفطية في يوليو إنما كانت لبناء مخزونات هائلة، مع انخفاض الأسعار.
وحسب الأرقام الرسمية المعلنة فقد بلغت المخزونات التجارية من النفط مستوى غير مسبوق، حتى أن بعض الدول لم تعد لديها سعة تخزين، وعلى سبيل المثال بلغت المخزونات الأميركية حدا لم تصل إليه منذ 80 عاما.
ورغم الحديث في وسائل الإعلام عن احتمال اجتماع أوبك لبحث خفض الإنتاج، فإن من غير المتوقع أن يؤثر ذلك كثيرا في الأسعار، إذ يبدو أن السعودية، أكبر منتج ومصدر للنفط في أوبك، غير مستعدة لتحمل عبء ضبط السوق وحدها.
ثم إن التوقعات بتراجع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة لم تتحقق، بل على العكس زادت أميركا من إنتاجها ليقترب الآن من 9.5 مليون برميل يوميا.
وسيظل وضع الاقتصاد الصيني وإنتاج أميركا من النفط يضغطان على الأسعار، برأي كثير من المحللين، لأشهر مقبلة.
(وكالات)