4 ملايين زوج أحذية تصنعها الخليل سنويا
امتدت صناعة الأحذية والجلود في فلسطين منذ سنوات طويلة وتركزت في مدينة الخليل بالتحديد. وصار مسمى "الحذاء الخليلي" معروف في الأسواق المحلية والخارجية نظرا لما يتميز به من جودة عالية.
الخليل- بوابة اقتصاد فلسطين| أنصار اطميزه- لا يوجد أرقام دقيقة حول إنتاجية هذا القطاع بالضبط أو حجم الاستثمارات فيه لكن تقارير اقتصادية حاولت إعطاء أرقام أقرب إلى الصواب. ويشير تقرير أعدته "بال تريد" عام 2013 إلى أن قطاع صناعة الأحذية والجلود يساهم بنسبة 1% من الناتج القومي الإجمالي الفلسطيني.
4 ملايين زوج سنويا
وبحسب تقرير بال تريد فإن الإنتاج السنوي من الأحذية يبلغ حوالي 4 ملايين زوج، تنتج عبر حوالي 230 مصنعا و12 مدبغة تتمركز غالبيتها في مدينة الخليل.
أما حجم الاستثمارات في هذا القطاع فقد بلغت 70 مليون دولار في عام 2009 بعد أن وصلت إلى 220 مليون.
وقد حققت صادرات الأحذية نموا بلغ 4% عام 2013 وإن كان أقل من النمو العالمي البالغ 7% فإن هذا النمو يشكل نقلة في صناعة الأحذية والجلود التي كانت في أوجها خلال التسعينيات وتراجعت فترة الانتفاضة لتنتعش بعد عام 2012.
إسرائيل السوق الأول للأحذية
وتعتبر الأسواق الرئيسية للأحذية موزعة على كل من إسرائيل وتأخذ حصة 48% من الصادرات، ودول الاتحاد الأوروبي، دول الخليج، الأردن، ومؤخرا تم الوصول إلى سوق الولايات الأمريكية المتحدة حتى أن بعض المصانع تصدر كل إنتاجها للأخيرة .
إنتاجية عالية
ويقدر عدد العاملين في مصانع الأحذية والجلود حوالي 6000 عامل يمتلكون قدرة إنتاجية عالية نسبيا تقدر بحوالي 29 ألف دولار للعامل الواحد.
وتتراوح السلع المنتجة من قطاع الأحذية والجلود ما بين أحذية متنوعة وصنادل وحقائب بالإضافة إلى إنتاج المنسوجات الجلدية والأغطية والأثاث.
بداية انتعاش بعد تراجع
محمد حسين مدير تجمع الأحذية والجلود أوضح أن قطاع الأحذية والجلود عاش عصرا ذهبيا خلال التسعينات، وتراجع بشكل كبير خلال الأعوام الماضية وثبت التراجع في عام 2012 بصعود غير واضح.
وأشار حسين إلى أنه بعد عام 2012 بدأت قصص نجاح في مجال الأحذية والجلود حتى أنها وجدت أسواق خارجية لمنتجاتها بشكل رئيسي بالإضافة لشركات سيطرت على السوق المحلي.
تجمع الأحذية والجلود الذي يضم 80 مصنعا –وهذه ليست كافة المصانع- استطاع في عام 2013 السيطرة على جزء من السوق المحلي 20% والدخول أسواق خارجية جديدة من خلال التدريب على التصميم وتحسين جودة الأحذية والمشاركة بمعارض دولية شكلت محط خبرات يمكن الاستفادة منها.
كما يحاول التجمع ربط المصانع بمصادر الموضة العالمية وتجميع المعلومات الخاصة بذلك لموائمتها مع السوق المحلي.
قريبا.. حذاء محلي يواكب الموضة
ويجري العمل خلال هذه الفترة لإنشاء مركز الإبداع والتطوير لصناعة الأحذية والجلود الذي سيتخذ من الغرفة التجارية القديمة مقرا له ويحتوي على 3 أقسام هي قسم للتصميم وآخر للفحص والثالث للتدريب وستساهم الغرفة التجارية بمبلغ مادي بالإضافة لمقرها القديم .
وخلال دراسة مفصلة للسوق المحلي استهدفت المستهلكين وجد أن التصميم ومواكبة الموضة ضمن أهم الأمور التي يتم النظر إليها في الحذاء المحلي وخاصة النسائية منها، لذا فإن السعي جارٍ على أن يكون في كل مصنع من مصانع التجمع مصمما يقوم بتصميم الأحذية بطريقة عصرية ومواكبة للموضة.
منافسة غير عادلة
ولا تزال المنافسة"غير العادلة " -كما يراها المستثمرون بالأحذية- تشغل بالهم كون المواد الخام المستخدمة بالأحذية الصينية رخيصة ورديئة كما أن كميات إنتاجهم كبيرة جدا تجعلهم قادرين على تخفيض السعر، في حين أن المواد الخام المرتفعة فلسطينيا وكميات الإنتاج القليلة تحول دون إمكانية الإنتاج بأسعار رخيصة تنافس السوق.
مساع لتحسين الجودة
المدير التنفيذي في غرفة تجارة وصناعة الخليل، جواد السيد، قال إن التعاون الوثيق بين الغرفة التجارية واتحاد الجلود ساعد في الحصول على مشروع بتمويل فرنسي للتجمعات العنقودية ويضم حوالي 70 مشروع باتجاه تحسين جودة المنتج والقدر الإنتاجية والتنافسية للقطاع .
وأضاف تقوم الغرفة التجارية بالخليل وجامعة بوليتكنيك فلسطين والمشروع الفرنسي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد بإنشاء مختبر لإنتاج الأحذية والجلود، وتكمن أهمية هذا المختبر بإيجاد مواصفات فنية تؤدي إلى رفع مستوى نوعية الإنتاج وبالتالي تقارب في جودة المنتج المحلي والمستورد واستحواذ المحلي على السوق مع وجود مواصفات إلزامية ستحد من أثر الاستيراد على قطاع الأحذية والجلود.