الانتخابات الرئاسية الامريكية واثرها على الاقتصاد العالمي
بقلم: محمود اشنيور استاذ جامعي، وخبير اقتصادي
يمر الاقتصاد العالمي في هذه الايام بتراجع حاد في النمو والتطور، ويظهر ذلك جليا في الانخفاض الحاد في اسعار النفط والذهب وانخفاض سلة العملات العالمية، وذلك بانخفاض اسعار العملات الرئيسية في العالم وانخفاض المبيعات العالمية وانخفاض مستوى التبادل التجاري الدولي، فيما ترتفع حدة تجارة السلاح وتوجهها الى المناطق الساخنة في العالم، مما ينذر بكارثة اقتصادية كبيرة ينتظرها العالم.
وينتظر العالم ايضا عاملا كبيرا ومؤثرا في الاقتصاد العالمي الا وهو الانتخابات الرئاسية الامريكية، فإن لهذه الانتخابات والنتائج المترتبة عليها تأثير كبير في الاقتصاد العالمي كون اقتصاد الولايات المتحدة يعد من اكبر الاقتصادات العالمية، وان أي تطور يطرأ على الاقتصاد الامريكي فانه يؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، كون الدولار يعد العملة الرئيسية للتبادلات التجارية العالمية وكونه ايضا العملة الرئيسية في احتياطيات اغلب دول العالم، لذلك فان الاقتصاد العالمي يتأثر بما يحدث في الولايات المتحدة الامريكية سلبا او ايجابا.
فلو افترضنا ان الحزب الديمقراطي سيفوز في الانتخابات فان اكثر الدول المتضررة من ذلك هي الدول العربية واسرائيل وكافة الدول الصديقة مع الولايات المتحدة الامريكية، كون الحزب الديمقراطي بدأ يتجه نحو ايران ودول امريكا اللاتينية وفيتنام وكوريا الشمالية في المستقبل القريب، وذلك لأن الديمقراطيين يؤمنون بالتدجين، أي تطويع العدو لكي يكون في جيبك، ولذلك فان الحزب الديمقراطي سوف يخفف من الدعم الاقتصادي والسياسي لاسرائيل اذا ما فاز في الانتخابات، كون القيادة الاسرائيلية لم تتعاون مع اوباما ومع الادارة الامريكية الحالية، وكذلك لانها عارضت الاتفاق النووي الايراني فان اسرائيل مرشحة لان تكون الخاسر الاكبر من فوز الديمقراطيين في الانتخابات الامريكية ، وسيكون التأثير الاقتصادي لفوزهم على العالم تأثيرا ايجابيا نوعا ما.
اما اذا فاز الجمهوريون فانهم وحسب تصريحات المرشحين للرئاسة الامريكية يدعون الى عودة الحرب على الشرق الاوسط بقوة، وهذا يظهر بوضوح في خطابات المرشحين الامريكيين للرئاسة، حيث كان تعقيب السفيرة الامريكية في عمان منذ ايام على ان الولايات المتحدة لا تفكر في الحرب من جديد في الشرق الاوسط، فان هذا يعد تصريحا دبلوماسيا لاغراض المجاملات السياسية لا غير، ولكن الحقيقة ان هناك تقارير صحفية واعلامية كثيرة تورد بان الجمهوريين يعدون العدة لحروب في مناطق متعددة في العالم وذلك لاستعادة هيبة الولايات المتحدة التي ضيعها الديمقراطيون على حد قولهم.
لذلك فان فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الامريكية سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي ايضا، حيث ان الجمهوريين يحصلون على الدعم الكبير من الشركات العملاقة في الولايات المتحدة مثل شركات النفط والغاز الاسلحة والطيران والبنوك، وذلك من اجل تمرير مصالحهم أي الشركات العملاقة، لذلك فان التأثير الاقتصادي لفوزهم على الاقتصاد الداخلي للولايات المتحدة سيكون ايجابيا، اما على صعيد الاقتصاد العالمي فانني اعتقد ان ذلك سيكون سلبيا اكثر وذلك لانهم يدقون طبول الحرب من جديد في اماكن كثيرة في العالم مثل الشرق الاوسط وافغانستان .