الرئيسية » محلي »
 
12 آب 2015

مقهى للنساء فقط!

"هنا أكثر راحة، أستطيع الضحك بصوت عال"، كما تقول غصون غالية، وهي حلاقة من سخنين اقتنصت استراحة الظهر لديها من أجل تناول الطعام في مقهى النساء في الشارع الرئيسي في سخنين.

وتضيف صديقتها سوزان، التي تجلس معها ومع ابنتها الصغيرة حول الطاولة الممتلئة، أنّه في هذا المكان "نشعر بضغوط أقل. هنا أكثر تحرّرا، ليس هناك من ينظر إلينا". تجلس غالية وسوزان في مقهى "نساء كافيه"، الذي تم افتتاحه في شهر كانون الثاني.

\

بوابة اقتصاد فلسطين | المكان من شأنه أن يذكرنا بالجمعيات الدينية أو الانعزالية، ولكنه ليس كذلك. تُعرف داليا وسوزان أنفسهما كتقليديات ولكن غير متديّنات. لا يكرهن كلاهما الرجال، ولا صاحبة المكان، ميسون أبو ريا. "في مجتمعنا، وخصوصا هنا في المنطقة، لا يسمح الكثير من الرجال للنساء الخروج إلى المقاهي بسبب هذه الأمور"، تقول أبو ريا التي أقامت هذا المقهى. بحسب كلامها، فإن معظم الرجال، عندما يرون نساء في المقهى، ما زالوا ينظرون إليهن قبل كل شيء كموضوع للجنس، "وليس كنساء في لقاءات عمل أو لمجرّد الهدوء".

تسعى أسمهان نعامنة، وهي زبونة في المقهى، إلى التأكيد على حقيقة أنّ وجود المقهى في المدينة هو ميزة إضافية، حيث "يوجد أزواج لا يسمحن لنسائهن بالخروج للترفيه خارج المدينة".

بحسب أبو ريا، فإنّ ثقافة الإسبرسو، التي عمّت المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، تخطّت النساء. يمكن أن نرى رجالا يخرجون، بل عائلات، ولكن النساء اللواتي يخرجن للترفيه فهذا أمر آخر. "يشعر الرجال براحة أكبر في الخارج، هم أكثر ضجيجا. النساء أكثر هدوءا بكثير"، كما تقول أبو ريا. تأتي النساء إلى مقهاها، كما تقول، عندما يكنّ في حاجة إلى مكان خاص بهنّ. "هنا يتحدّثن ويضحكن، ولا يتلقّين ردود فعل سلبية. هذا يسمح للنساء كبيرات السنّ أيضًا أن يخرجن - على سبيل المثال: الجدّة مع البنات والحفيدات.

على مدخل المقهى تم تثبيت لافتة تحظر على الرجال الدخول وحدهم. في وسط الأسبوع يعمل المقهى للنساء فقط، ويبقى مفتوحاً أحياناَ حتى إلى ما بعد منتصف الليل. في آخر الأسبوع يكون مفتوحاَ للعائلات. أمر آخر مكتوب على اللافتة وهو أنه يحظر تدخين الأرجيلة. بحسب أبو ريا، كان ذلك ولا يزال أحد الجدالات الكبيرة: "بعض النساء يرغب بالأرجيلة، والبعض الآخر لا يرغب بذلك، ولا يرغب معظم الرجال بأن تدخّن النساء الأرجيلة"، كما توضح. موقفها الشخصي قوي ويستند أيضًا إلى مهنتها الثانية، مربية: "لا يمكنني أن أقول للشباب بأنّها سيئة، ثم أقول لهم، "والله، افتتحنا محلّ أراجيل".

حتى دون الأراجيل، فإن بعض الاهتمام في المقهى هو بالأنشطة ذات المحتوى: المحاضرات (للنساء، بطبيعة الحال)، أمسيات شعرية وعروض ستاند أب، معارض تتبدّل على الجدران (لنساء، كما قلنا).

(وكالات) 

مواضيع ذات صلة