أين يتجه سعر الذهب؟
عماد الرجبي
مع انخفاض سعر أونصة الذهب إلى مستويات 1085 دولارا يتساءل كثيرون إلى أين يتجه سعر الذهب في الفترة المقبلة؟
اساسيا، فان الاستقرار الاقتصادي والنمو الذي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية، بعد الازمة المالية التي ضربتها عام 2009 ، زاد من توقعات المحللين والمستثمرين بأن يقوم "الفدرالي" برفع نسبة الفائدة بـ0.25% في سبتمبر المقبل أو حتى نهاية العام الحالي.
وقيام "الفدرالي" بتلك الخطوة سيؤدي فورا إلى هبوط سعر الذهب الى مستويات جديد من المتوقع أن تكسر حاجز 900 دولار.
وبحسب معطيات نشرها الموقع الاقتصادي "ايكونمست" فان الولايات المتحدة تشهد نموا بمعدل 1.5% منذ بداية 2015 على أساس سنوي وهبوطا لمعدل البطالة قرب مستوى 5% في حين لا يزال معدل التضخم منخفضا عند 0.2% بينما يستهدف "الفدرالي" 2%.
وعلى جانب الناتج المحلي الإجمالي، نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.3% في الربع الثاني من العام الحالي، كما عدلت الحكومة بيانات النمو في أول 3 أشهر من العام، ليسجل ارتفاعًا بنحو 0.6% مقارنة بتقديرات سابقة أشارت إلى الانكماش.
وعامل آخر يعزز السعر المتوقع، هو انخفاض تكلفة استخراج الذهب التي وصلت إلى 850 دولارا بسبب انخفاض التضخم بعد هبوط سعر النفط إلى نحو 45 دولارا للبرميل بعدما كان سابقا يباع حوالي 110 دولارات.
وأيضا، انحسار المخاوف السياسية والاقتصادية أدى إلى عزوف المستثمرين عن الذهب والتوجه إلى سلعة وعملة أخرى للحصول على الربح. وبقية الآن أزمتا اليونان وأوكرانيا إضافة إلى بعض الدول العربية ومخاوف من هجوم على خطوط نفط ما يؤدي إلى ارتفاع الذهب الا حين هدوء الاوضاع مجددا.
ويعد الذهب ملاذا آمنا يقوم المستثرمون بالاقبال عليه في أوقات الحروب أو الاوضاع السياسية أو الاقتصادية غير المستقرة وعند الكوارث الطبيعية.
أما فنيا، فان المستثمرين ينتظرون أن يكسر الذهب حاجز الـ 1000 دولار حتى يتعزز صحة معتقدهم بأن الذهب يأخذ منحنى الهبوط حينها ربما سنشهد سعر أونصة الذهب بحدود 850 دولارا.
بينما في حال ارتفع سعر الذهب عن 1300 دولار فانهم يتوقعون أن يستأنف موجة صعودٍ جديدة.