محمد عواد-على وقع زريف الطول والميجانا.. وأنغام الدلعونا والجفرا.. وأشجان الوطن الجريح والحزين على دماء شهيديه الرضيع علي دوابشة، والفتى ليث الخالدي، فجر 340 طالبا من مدرسة الدبكة في مركز الفن الشعبي العنان معلنين انطلاق مهرجان فلسطين الدولي السادس عشر.
أطفال أعمارهم بين (6-17 عاما) خرجوا، مساء الثلاثاء، مفتتحين المهرجان في نسخته الجديدة على خشبة مسر قصر رام الله الثقافي، بعروض متقنة وأخرى هي أقرب لكونها عفوية ممتزجة مع شغف الأطفال ومرحهم.
وقدم الطلبة بعد عامهم الأول من التدريب والاجتهاد، 20 لوحة راقصة فنية تنوعت بين الدبكة الشعبية على أنغام الأغاني الشعبية والوطنية، والسحجة، والحنجلة، ورقصة الفنون الشعبية، إضافة إلى عفوية الأطفال في تأدية حركاتهم البسيطة التي امتزجت مع الفرح والابتسامة.
واحتشد مئات المواطنين منذ ساعات المساء الأولى، لمشاهدة افتتاح مهرجان فلسطين الدولي في نسخته الجديدة، بعد انقطاعه العام الماضي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتستمر فعاليات مهرجان فلسطين الدولي الذي جاء هذا العام تحت عنوان (التمييز)، حتى 10 آب الجاري ويستضيف المهرجان نخبة من الفنانين المحليين والعرب، والفرق الفلسطينية والأجنبية الراقصة، وستوزع الأمسيات على مشاركات من فلسطين وكردستان العراق وأرمينيا وإيرلندا إضافة إلى الأردن.
وقالت مديرة مركز الفن الشعبي ايمان حموري في كلمة افتتاح المهرجان: 'بعد غياب المهرجان العام الماضي بسبب العدوان على غزة؛ يعود المهرجان هذا العام بنسخته السادسة عشر، تحت عنوان (التمييز) الذي يفتك فينا منذ احتلال فلسطين'.
وأضافت: 'لم يقتصر موضوع التمييز على فعاليات المهرجان فقط، بل استكمل رؤية مركز الفن الشعبي في برامجه الأخرى، في العمل مع الأطفال والشباب وكافة شرائح المجتمع وعلى كافة المستويات، لتكون محفزاً للتغيير داخل الإنسان ونحو كل ما هو حر، ولنكوّن ذوات تعيش لتحقيق طموحها وتقودنا إلى مجتمع متعدد ومتحرر من أي قيود نصنعها نحن أو تكون صنيعة الاحتلال، وتصل بنا إلى التخلص من الاحتلال ذاته، لتكون بصمة هذا العام هي الانحياز إلى الإنسان'.
وأوضحت أن المهرجان يشكل وسيلة ثقافية فنية إبداعية للاتصال منذ العام 1993، عندما بادر مركز الفن الشعبي إلى تنظيم المهرجان ليكون الأول من نوعه في فلسطين، وساهم على مر السنين في تشجيع وإلهام الإنتاج الإبداعي للفنانين الفلسطينيين لاسيما الشباب، كما عمل المهرجان على كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ عقود، مشكلاً قيمة ثقافية وفنية لدى الجمهور الفلسطيني في معظم قرى ومدن الضفة الغربية ومن داخل أراضي الـ1948.
من جهته، قال وزير التربية والتعليم العالم صبري صيدم 'بالأمس نكستم الأعلام حيث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبالأمس القريب مسحتم الدمع في دوما وبعدها مباشرة في مخيم الجلزون، واليوم احتفلتم بذكرى ميلاد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات'.
وأضاف 'اليوم نحتفي بفلسطين جميعا بهذا المهرجان، كسرتم الصمت، ورفعتم الرايات، وقهرتم المحتل، وانتصرتم في الأمل في زمن الموت'.
يشار إلى أن الليلة الثانية من المهرجان، ستشهد عرضا لفرقة الفنون الشعبية يفتتحه 'براعم الفنون' برقصات مختارة من العرض الذي يحمل اسم 'طلت'، يليها الجيل الشاب برقصات صممت خصيصاً لعيد الفرقة الـ36، وثم صعود الجيل المؤسس للفرقة لتأدية رقصة تضم كافة الأجيال المتعاقبة على فرقة الفنون الشعبية.
وفي جنين، انطلقت مساء اليوم الثلاثاء، فعاليات مهرجان فلسطين الدولي بالشراكة مع مركز نقش للفنون الشعبية، وذلك تحت عنوان 'التمييز'، بتنظيم من مركز الفن الشعبي وبمشاركة فرقة بلدنا الأردنية .
وقال رامي مسعود في كلمة إدارة المهرجان ، أنه بعد غيابه العام الماضي يطل عليكم مهرجان فلسطين الدولي السادس عشر هذا العام منطلقا من ايمانه بالحرية بكل مكوناتها والتي ترفع من شأن الإنسان الذي له وجوده وحرية المعتقد والايمان والتصرف بما لا يلغي حرية الاخر، فان مهرجان فلسطين الدولي السادس عشر اختار التمييز لهذا العام ليكون موضوع المهرجان، التمييز الذي يفتك فينا منذ احتلال فلسطين، مندفعين بالعمل والشراكة والتطوع وطاقة الشباب لنكون منحازين للحرية ومؤيدين للتخلص من كافة اشكال العنصرية والاضطهاد، ليس في فلسطين وحدها بل في كل العالم .
وأضاف أننا نرفض التمييز الذي يلغي وجود الانسان ويزيل حقه من ان يمارس دوره في الحياة بشكل طبيعي ، وبكل ما يجري حولنا من مصائب تؤدي كلها بطبيعة الحال لهلاك حقوقه في ابسط المستويات، وان ضرورة الحديث والطرح لهذا الموضوع يأتي ضمن اولويات المهرجان، حيث أننا نعيش حالة متكررة وبشكل شرس لإلغاء الآخر الحر والذي يسعى بالعقل مفتاحا نحو الحياة من حروب يتم اجبارنا عليها لتشتيت الرؤية الحقيقة نحو ما هو عنصري ومحتل .
وقال علم مساد من مركز فن نقش للفنون الشعبية الذين استضافوا المهرجان وبالتعاون مع جمعية سينما جنين، أن فعالياته ستنطلق في رام الله، والناصرة والخليل خلال الأيام القادمة وذلك من أجل إعادة الحياة لجذورها التي كانت باسقه لمسيره التحرر الوطني، ومن أجل رفع شأن الإنسان الفلسطيني، وتأكيدا من رسالته على حرية الإيمان والتعدد ومنع ومحاربة التمييز الذي يهتك بنا الاحتلال خاصة أن التمييز يرفض وجود الإنسان .
وأضاف، أننا نعيش في فلسطين وبشكل مستمر في حروب من أجل تثبيت الرؤية الحقيقية، ومشددا على أن رسالتنا من هذا المهرجان من أجل إشراك الشباب ليكون جيل قادر على الحياه ومتصديا لكل أشكال الموت .
وفي نهاية المهرجان والذي تخلله تقديم أغاني وطنيه للانتفاضة وللأسرى وللشهداء ولفلسطين وللقدس، وعزف لفرقة بلدنا الأردنية بقيادة الفنان الأردني كمال خليل، الذي أتحف بأغانيه الوطنية الجمهور.
وستقدم غدا فرقة وشاح للرقص الشعبي من رام الله فقرات فنية وطنية على خشبة مسرح سينما جنين.
(وفا)