الصبر والتين.. تحلية الفلسطينيين الصيفية
تعد قرية تل قرب نابلس أكبر منتج للتين في الضفة الغربية يليها قرية بدرس غرب رام الله وفقوعة في جنين، ويشكل موسم التين والصبر مصدر رزق أساسي للأهالي، وهناك أكثر من خمسة الألف شجرة تين في القرية والتي ببلغ تعداد سكانها 27 ألف نسمة، فالقرية تنتج ما يقارب سبعة إلى خمسة أطنان يوميا.
تل- بوابة اقتصاد فلسطين| يستيقظ المزارع مراد اشتيه (40 عاما) في صبيحة كل يوم عند الساعة الخامسة فجرا ليجني ثمار الصبر والتين، إذ يتخذ اشتيه من هذه المحاصيل باباً لكسب قوت أطفاله وأسرته.
يقول مراد اشتية وهو أب لأربعة أطفال ويعمل في أحد مزارع التين والصبر في قرية تل الواقعة غرب نابلس والمعروفة بجودة منتجها من فاكهة التين والصبر: "أقوم كل عام بضمان أشجار التين والصبر لأكسب منها قوت أطفالي وأسرتي، وموسم التين والصبر يعد فرصة لي لإيجاد مصدر رزق، فالوضع صعب وهناك تراجع مستمر في إنتاج المحاصيل خاصة إن هناك العديد من مزارع الصبر والتين تم تركها من قبل أصحابها".
واعتاد اشتيه بيع الصبر والتين في كل موسم مقابل مسجد القرية، حيث يتهاتف المصلون على دلاء بلاستيكية قد تتسع ستة كيلوغرامات يبيعها بسعر بين 15 و20 شيقلا حسب قانون العرض والطلب.
وعن الأسعار، يقول اشتيه: "على الرغم من ارتفاع ثمن الصبر والتين كثيراً عما كانت عليه في الماضي، فإن الزبون لا يدقق في السعر المطلوب منه، لا سيما أن هؤلاء الباعة يعيشون بانتظار موسم الصيف، وهم يستحقون مهما دفعنا لهم، فالمسألة هنا لا تخضع للتسعيرة، وإنما لسماحة النفس.
ولا يخفي المواطن عميد الأشقر من قرية تل هيامه، ويقول: الصبر والتين فاكهة محببة إلى نفسي، وأستمتع والأسرة بمذاقها الحلو، وانتظر الموسم، ولا أذكر أن منزلي خلا منها يوما، وأقدمها كضيافة مرموقة.
وتنمو أشجار الصبر والتين في مختلف مناطق فلسطين داخل وحول كثير من التجمعات السكنية وتكثر في المناطق الزراعية الجبلية البعيدة حيث درج مزارعون على تسوير ملكياتهم لحماية المزروعات من الحيوانات والمتطفلين والتلذذ بثمرها الحلو المذاق ذي الفوائد الغذائية والعلاجية الجمة أو لتحقيق عوائد مالية.
وتحاشيا للشوك يفضل الاشقر شراء "الصبر" مقشرة وهذا يكلف 5 شواقل إضافية على ثمن الصندوق وهو أجر زهيد مقارنة مع عمل يتطلب حذرا ومهارة غالبا ما لا تفيد متى شعرت بوخز الأشواك في يديك وربما في لسانك. لكن عدم الحصول على صبار مقشرة لا يثني الاشقر عن الشراء ثم ابتداع طرق للتخلص من الأشواك قبل عملية التقشير ويقول اترك ما اشتريته في الماء وأغسله، وفي النهاية تتعود يداك وتحتمل وخزا هو ارحم من اشتهاء هذه الفاكهة.
وتتفاخر اغلب المحافظات بجودة محاصيلها من ثمار الصبر، وتحمل أنواع منه اسم قرى، وتتكون الشجرة من جذع ضخم تكسوه ألياف خشنة يحمل ألواحا سميكة خضراء اهليجية الشكل ويختلف في اعتبارها أوراقا أو أغصانا، وهي تحمل الزهر والثمر وتغطي سطحها أشواك ينظر إليها على أنها أوراق متحورة تتفرع غالبا من نقطة واحدة، كما هي الثمار التي يكسوها وبر شوكي، وكلا الثمرة واللوح مغطيان بغشاء بلاستيكي شفاف لتقليل عملية النتح.
وتشتهر أيضا قرية بدرس إلى الغرب من رام الله ، وفقوعة في مدينة جنين بزراعة وإنتاج ثمار التين والصبر.
وينتشر باعة الصبر والتين خلال الصيف على مفارق الطرق وعلى أرصفة الشوارع وفي الأسواق ويعرضونه في عبوات مختلفة السعة ضمن عمل موسمي يجمعون على انه مجد اقتصاديا ربما أكثر من منتجات زراعية أخرى.
ويوضح الدكتور محمد اشتيه مدير مركز التنوع الحيوي في القرية أن قرية تل تعد أكبر منتج للتين في الضفة الغربية يليها قرية بدرس غرب رام الله وفقوعة في جنين، ويعد موسم التين والصبر للأهالي مصدر رزق أساسي لهم، وهناك أكثر من خمسة الألف شجرة تين في القرية والتي تبلغ مساحتها 27 ألف نسمة، فالقرية تنتج ما يقارب سبعة إلى خمسة أطنان يوميا.
(موقع فلسطينيو 48)