الرئيسية » آخر الأخبار » ريادة »
 
27 نيسان 2025

هدى قطان.. من مدونة بسيطة إلى سيدة إمبراطورية تجميل عالمية

بوابة اقتصاد فلسطين

لم يكن في حسبان هدى قطان، مؤسسة علامة "Huda Beauty"، أن تتحول من مدونة شغوفة بعالم التجميل إلى واحدة من أبرز رائدات الأعمال في صناعة مستحضرات التجميل عالميًا، تقود إمبراطورية تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

في بداياتها، لم تطمح هدى لتكون على رأس شركة عالمية أو أن تحمل لقب "الرئيسة التنفيذية". بل رأت في هذا الدور عبئًا شخصيًا وعائليًا يتطلب تضحيات وجهدًا مضنيًا. ولطالما نظر إليها الآخرون كمدونة ومؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن تُؤخذ على محمل الجد كسيدة أعمال ذات رؤية استراتيجية.

لكن بفضل دعم أسرتها، وتحديدًا شقيقتيها منى وعليا وزوجها، وجدت هدى نفسها تقود شركة عالمية بخطى واثقة، في تجربة وثّقها برنامج تلفزيون الواقع "Huda Boss" الذي عرض تفاصيل تحدياتها اليومية كقائدة لعلامة تجارية ناجحة.

من تينيسي إلى دبي.. رحلة البحث عن الشغف

ولدت هدى قطان لأبوين عراقيين في ولاية تينيسي الأمريكية، ودرست الاقتصاد في جامعة ميشيغان-ديربورن، لكنها سرعان ما أدركت أن شغفها الحقيقي لا يكمن في الأرقام. بتشجيع من شقيقتها منى، التحقت بمدرسة لفنون التجميل في لوس أنجلوس، وهي الخطوة التي شكلت نقطة تحول حاسمة في حياتها.

في عام 2010، انتقلت هدى إلى دبي، حيث أطلقت مدونتها "Huda Beauty". لم يمر وقت طويل قبل أن تجذب المدونة اهتمامًا واسعًا عبر منصات التواصل، لتبدأ بعدها أولى خطواتها العملية بإطلاق منتجها الأول: الرموش الاصطناعية عام 2013، بتمويل بسيط من شقيقتها عليا. هذا المنتج حقق نجاحًا مدويًا بعد ظهوره مع كيم كارداشيان، ليصبح الشرارة التي أطلقت علامة "هدى بيوتي" إلى العالمية.

نمو متسارع وتحديات صعبة

تحولت "Huda Beauty" من مشروع ناشئ إلى علامة تجارية عالمية تقدم باقة واسعة من مستحضرات التجميل الفاخرة، محققة مبيعات تجاوزت 250 مليون دولار في عام واحد فقط. ومع خطط توسعية طموحة نحو أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، واجهت هدى تحديات لا تقل حجمًا عن طموحاتها.

في واحدة من أبرز محطات مسيرتها، قررت هدى إلغاء إطلاق منتج جديد رغم تلقي آلاف الطلبات المسبقة، بعد اكتشاف عيب في التركيبة، ما كبد الشركة خسارة بنحو مليوني دولار. هذا القرار جسّد التزامها الصارم بمعايير الجودة، وأكد أن سمعة علامتها وقيمها أهم من أي مكسب مادي آني.

الجمال كرسالة قبل أن يكون تجارة

رغم أن "هدى بيوتي" أصبحت قوة اقتصادية كبرى في سوق التجميل، إلا أن هدى قطان تؤكد أن المال لم يكن هدفها الأساسي. لقد بنت نجاحها على تواصلها الصادق مع جمهور تجاوز 26 مليون متابع على إنستغرام وأكثر من 2.3 مليون مشترك على يوتيوب، مؤمنة بأن الجمال حق لكل إنسان، بعيدًا عن القيود النمطية.

منافسة بروح الإبداع والتعاون

ترى هدى في المنافسة الصحية حافزًا للتطور المستمر، معتبرة أن صناعة التجميل ليست سباقًا قصيرًا، بل ماراثون يتطلب شغفًا وصبرًا ورؤية طويلة الأمد. هذا الإيمان هو ما يدفعها دومًا للابتكار وتقديم الأفضل.

نموذج عربي ملهم في ريادة الأعمال

قصة هدى قطان ليست مجرد رحلة نجاح في قطاع التجميل، بل هي شهادة حية على أن الإيمان بالذات، والإصرار على تحقيق الحلم، يمكن أن ينقلك من مدونة بسيطة إلى قيادة واحدة من أبرز العلامات التجارية عالميًا.

بخطوات ثابتة، أثبتت هدى أن المرأة العربية قادرة على اقتحام أكثر الصناعات تنافسية، وأن النجاح لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بالقيم والرسالة التي تحملها وراء كل منتج وكل قرار.

المصدر: فاست كومباني

 

كلمات مفتاحية::