بنوك وول ستريت تحقّق أرباحًا قياسية من تقلبات التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب
مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين
سجّلت البنوك الأميركية الكبرى، مثل جولدمان ساكس، وجي بي مورجان، ومورجان ستانلي، أرباحًا قياسية في الربع الأول من العام، مدفوعةً بارتفاع إيرادات التداول نتيجة التقلبات الحادة التي أثارتها قرارات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن التعريفات الجمركية. وبينما يثير هذا الاتجاه مخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على الاقتصاد الأميركي، فإن وول ستريت تستفيد حاليًا من النشاط غير المسبوق في أسواق الأسهم والعملات.
أرباح التداول تتجاوز ذروة الجائحة
حققت البنوك الثلاثة مجتمعة أكثر من 12 مليار دولار من الرسوم الناتجة عن أنشطة التداول في سوق الأسهم، متجاوزة بذلك مستويات الأرباح التي تحققت خلال أكثر الفترات اضطرابًا أثناء جائحة كوفيد-19. وقال مصرفيون إن المستثمرين باتوا يدفعون رسومًا أعلى في محاولاتهم الحثيثة لتقليل أو زيادة المخاطر في محافظهم استجابة للتقلبات المتسارعة في السياسات الجمركية.
جولدمان ساكس: نشاط تداول غير مسبوق في العملات
أشار ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس، إلى أن حجم التداول في سوق العملات بلغ مستويات "مرتفعة بشكل استثنائي"، بل وصفها بأنها قياسية. وأضاف أن مكاتب التداول في البنك "ما زالت تشهد نشاطًا كثيفًا بسبب التغيرات السريعة في مواقف المستثمرين"، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل السياسات الاقتصادية الأميركية.
ورغم أن عائدات تداول السندات والعملات الأجنبية لم ترتفع كثيرًا، إلا أن قرار ترامب الأخير بتعليق غالبية التعريفات الجمركية دفع الأسواق نحو حالة من الاضطراب، وفتح المجال أمام موجة جديدة من التداول في أسواق الدين.
مورجان ستانلي: تقلبات الأسواق تعزز النشاط الدولي
من جانبه، قال تيد بيك، الرئيس التنفيذي لبنك مورجان ستانلي، إن التقلبات الراهنة دفعت العملاء إلى التحرك نحو الأسواق الدولية، وزيادة استثماراتهم في أصول من أوروبا وأميركا الجنوبية، في محاولة لتنويع المخاطر بعيدًا عن الاقتصاد الأميركي المتأثر بالقرارات السياسية.
وأشار البنك إلى أن نشاط التداول في مشتقات الأسهم ارتفع بشكل لافت خلال الربع الأول من العام، في ظل استعداد المستثمرين لمزيد من التقلبات. وسجلت جولدمان ساكس زيادة بنسبة 27% في إيرادات تداول الأسهم، فيما أعلن جي بي مورجان عن ارتفاع نسبته 48%، وحقق مورجان ستانلي قفزة بلغت 45%.
تحذيرات من مخاطر تقلبات طويلة الأمد
رغم هذه الأرباح، حذر محللون من أن استمرار التقلبات العالية قد يُشكل خطرًا على البنوك على المدى الطويل، إذ قد يؤدي إلى عزوف بعض العملاء عن الدخول في التداولات. ومع ذلك، أكد المسؤولون في جي بي مورجان أن "التداول يسير بسلاسة"، وفقًا لتصريحات المدير المالي جيريمي بارنوم.
وفي السياق ذاته، أوضح روبن فينس، الرئيس التنفيذي لبنك نيويورك ميلون، أن النشاط الجاري لا يأتي نتيجة تصفية المراكز الاستثمارية، بل بسبب رغبة المستثمرين في جمع السيولة لسداد القروض، وهي إشارة إلى استمرار الثقة النسبية في السوق.
متطلبات ضمان إضافية لصناديق التحوط
بسبب التقلبات، طلبت البنوك من بعض عملاء صناديق التحوط تقديم ضمانات إضافية بمئات الملايين من الدولارات. وأكد المصرفيون أن العملاء استجابوا لذلك دون أن يبطئوا وتيرة نشاطهم الاستثماري.
نظرة على مستقبل القطاع
من المرتقب أن تكشف بنوك أخرى، مثل بنك أوف أميركا وسيتي جروب، عن نتائجها المالية، ما سيعطي صورة أوضح عن وضع القطاع المصرفي وسط استمرار الاضطرابات التجارية العالمية.
وفي ختام تصريحاته، قال ديفيد سولومون إن هناك "مخاوف كبيرة لدى العملاء بشأن المستقبل القريب والبعيد"، وهو ما يحد من قدرتهم على اتخاذ قرارات استثمارية كبيرة في الوقت الراهن. ومع ذلك، أشار إلى ارتفاع متأخرات الصفقات في جولدمان ساكس، في إشارة إلى احتمال حدوث انتعاش مرتقب.
وأوضح سولومون أن مصرفيي البنك عقدوا محادثات مكثفة مع عدد من الرؤساء التنفيذيين نهاية الأسبوع الماضي لبحث الشروط المطلوبة لعودة الاستقرار إلى السوق، بما يمهّد لإطلاق الاكتتابات العامة الأولية والمعاملات الكبرى.
غلوبس