إسرائيل تسعى لتوظيف عمال سوريين وسط تشكيك المستوطنين بجدوى الخطوة
بوابة اقتصاد فلسطين
تعتزم إسرائيل إدخال 40 عاملاً سورياً من الطائفة الدرزية إلى مستوطناتها في هضبة الجولان المحتل يوم الأحد المقبل، وذلك في إطار تجربة أولية تهدف إلى سد النقص في الأيدي العاملة بمجالي الزراعة والبناء. ومع ذلك، قوبل هذا الإعلان بتشكيك من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين يرون أن نجاح الخطوة غير مضمون على المدى القريب.
تشكيك المستوطنين في التنفيذ
أعرب المستوطنون في الجولان المحتل عن عدم قناعتهم بجدوى تنفيذ هذه الخطة في المدى الزمني القريب. وقال أليكس كوديش، المسؤول عن بيارات مستوطنة "كيبوتس عين زيفان":
"لست مقتنعًا بأن هذا سيحصل، وإنما فقط ربما بعد ثلاث أو أربع سنوات. أعتقد أنه عندها ستكون الحدود مفتوحة هنا، لكن حتى ذلك الحين، سنكون لا نزال في الحرب العالمية الثالثة الدائرة في الشرق الأوسط، وسيتغير كل شيء."
وأشار كوديش إلى أن تشغيل عمال سوريين قد يكون خيارًا اقتصاديًا أقل تكلفة مقارنة بتوظيف عمال محليين أو أجانب من دول مثل تايلاند.
دوافع إسرائيل وراء تشغيل السوريين
وفقًا لتقارير إسرائيلية، تعمل وحدة "منسق أعمال الحكومة في المناطق" بقيادة الجنرال غسان عليان على تنظيم تشغيل هؤلاء العمال السوريين، حيث تدعي إسرائيل أن هذه الخطوة تهدف إلى توفير فرص عمل للسوريين، لكنها في الواقع تسعى إلى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سورية ومحافظة السويداء.
من جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات في الجولان، أوري كولنر:
"نحتاج إلى 3000 عامل زراعي في ذروة الموسم، وإذا تمكن العمال السوريون من مساعدتنا فسيكون ذلك مفيدًا جدًا. وبالطبع سنتأكد من الشروط الأمنية."
رسائل سياسية وأمنية
في سياق متصل، صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في جنوب سورية لفترة غير محدودة، مؤكدًا أن إسرائيل ستسيطر على المناطق الأمنية في الجولان لضمان خلوّها من السلاح والتهديدات.
وقال كاتس في تصريحات لافتة:
"في كل صباح يفتح الجولاني أعينه في القصر الرئاسي في دمشق، سيرى أن الجيش الإسرائيلي يشاهده من أعالي جبل الشيخ، وسيتذكر أننا موجودون هنا."
رغم إعلان إسرائيل عن هذه الخطوة، يبقى تنفيذها الفعلي موضع شك من قبل المستوطنين الذين يرون أن الأوضاع الأمنية والسياسية لا تزال غير مستقرة بما يسمح ببدء تشغيل عمال سوريين في المستوطنات. ومع ذلك، يبدو أن الهدف الحقيقي وراء هذه الخطوة يتجاوز الجانب الاقتصادي، ليشمل تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة وفرض واقع جديد في جنوب سورية.
وكالات