بوابة اقتصاد فلسطين

تنافس ثمانون شابًا وشابة من عشر كليات حقوق وعلوم سياسية من مختلف الجامعات الفلسطينية في محاكاة حقيقية لآليات العمل داخل الأمم المتحدة، ضمن فعاليات "نموذج محاكاة الأمم المتحدة الوطني 2025"، الذي نظّمه منتدى شارك الشبابي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بتمويل من الاتحاد الأوروبي. جاء هذا الحدث تتويجًا لسلسلة من النماذج المحلية التي نُفّذت في الجامعات خلال العامين الماضيين، حيث أُتيحت الفرصة للشباب لاكتساب مهارات الدبلوماسية، والتفاوض، وصياغة القرارات الدولية، من خلال محاكاة جلسات مجلس الأمن، والجمعية العامة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجنة صندوق الأمم المتحدة للسكان.

نتائج المنافسة ومشاريع القرارات الفائزة

أثمرت جلسات المحاكاة عن تقديم مجموعة من مشاريع القرارات المبتكرة، حيث فاز مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين في مجلس الأمن بعنوان "تأسيس صندوق الابتكار للذكاء الاصطناعي الأمني". كما حصد مشروع القرار المشترك بين بريطانيا وكندا في الجمعية العامة جائزة التميز، تحت عنوان "من التسلح إلى الاستثمار في السلام والازدهار، ودعم الدول التي عانت من الحروب". في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فاز مشروع القرار الذي قدمته مصر بعنوان "الهجرة الذكية: نموذج مستدام لإدارة تدفقات اللجوء والهجرة"، بينما حصل مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان على المركز الأول تحت عنوان "إنشاء وكالة أممية لضمان وصول الناجيات من العنف إلى العدالة"، ما يعكس التزام الشباب الفلسطيني بقضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

تجربة محاكاة واقعية للأمم المتحدة

أوضحت سارة عنبر، مديرة البرامج في منتدى شارك الشبابي، أن فعاليات النموذج بدأت بسلسلة من الجلسات التدريبية التي امتدت لأربعة أسابيع، شملت تدريبًا عن بُعد وورش عمل متخصصة حول آليات العمل الدبلوماسي. خضع المشاركون لتدريبات مكثفة في إعداد أوراق الموقف، وصياغة الخطابات الافتتاحية، والتفاوض حول مشاريع القرارات.

وأضافت أن الفعاليات اختُتمت بجلسات محاكاة حية في مدينة أريحا، حيث عايش المشاركون تجربة حقيقية لمداولات الأمم المتحدة، وقدموا مشاريع قرارات تتناول قضايا دولية معقدة، تشمل الأمن، والتنمية، والعدالة. وأكدت أن نموذج محاكاة الأمم المتحدة الوطني يمثل خطوة هامة نحو تمكين الشباب الفلسطيني، وصقل مهاراتهم الدبلوماسية والقيادية، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة الفاعلة في العمل الدبلوماسي الدولي.

دور صندوق الأمم المتحدة للسكان

واصل صندوق الأمم المتحدة للسكان دعمه للنموذج من خلال تقديم رؤى مهمة حول ضمان حقوق الناجيات من العنف. وساهم المشاركون في اللجنة المختصة بهذا الموضوع في طرح حلول مبتكرة لدعم الناجيات حول العالم، بما يعكس دور الصندوق في تعزيز العدالة والمساواة.

حفل تكريمي وإشادات رسمية

اختُتمت الفعالية بحفل تكريمي، حضره ممثلون عن وزارتي الخارجية وشؤون المغتربين والتربية والتعليم العالي، إضافة إلى ممثلين عن صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنتدى شارك الشبابي. جرى خلال الحفل توزيع الجوائز على الفائزين في كل لجنة، وشملت الجوائز تكريم أفضل وفد، وأفضل مفاوض، وأفضل دبلوماسي، وأكثر المشاركين بحثًا ومعرفة.

وأشاد ممثلو المؤسسات الدولية بالدور الريادي الذي يلعبه الشباب الفلسطيني في تعزيز السلام والتنمية على الصعيد الدولي، مؤكدين أهمية هذه المبادرات في تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في القضايا العالمية.