الرئيسية » منوعات » آخر الأخبار »
 
03 آذار 2025

الحرمان من النوم.. خسائر بمليارات الدولارات تهدد الاقتصاد العالمي

بوابة اقتصاد فلسطين

في عالم سريع الإيقاع، حيث يتفاخر البعض بالسهر والعمل لساعات متأخرة، يتغافل كثيرون عن التداعيات الخطيرة لقلة النوم، التي لا تقتصر على الإرهاق والتعب فحسب، بل تمتد لتشمل الإنتاجية، والسلامة العامة، والأداء الاقتصادي للدول. الأبحاث تؤكد أن نقص النوم يكبد الاقتصاد العالمي خسائر بمليارات الدولارات سنويًا، ما يجعله تحديًا صحيًا واقتصاديًا يستدعي حلولًا عاجلة.

الأرق يكلف الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات

يُعد النوم الجيد ركيزة أساسية للحفاظ على الأداء الأمثل في بيئة العمل، إلا أن ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من الحرمان من النوم بسبب ضغوط الحياة المتزايدة. ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة راند للأبحاث، تتكبد الاقتصادات المتقدمة خسائر ضخمة بسبب انخفاض كفاءة القوى العاملة الناتج عن قلة النوم. فعلى سبيل المثال:

الولايات المتحدة تخسر سنويًا نحو 411 مليار دولار، أي ما يعادل 2.3% من ناتجها المحلي الإجمالي.

اليابان تفقد حوالي 138 مليار دولار.

ألمانيا تخسر 60 مليار دولار، بينما المملكة المتحدة تخسر 50 مليار دولار.

كندا تعاني من خسائر بقيمة 21 مليار دولار سنويًا.

أستراليا سجلت خسائر بلغت 45.2 مليار دولار خلال عامي 2016-2017، متضمنةً التكاليف الصحية والخسائر الإنتاجية.

إضافة إلى ذلك، يؤدي نقص النوم إلى فقدان ساعات عمل بالملايين سنويًا، ما يزيد من التأثير السلبي على النمو الاقتصادي.

الحرمان من النوم.. مخاطر تتجاوز الاقتصاد

لا تقتصر أضرار الحرمان من النوم على الاقتصاد، بل تشمل السلامة العامة والصحة، حيث يزيد قلة النوم من معدلات الحوادث في أماكن العمل وعلى الطرقات، ويرتبط بالإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، السكري، والاكتئاب.

في الولايات المتحدة وحدها، قُدرت الإدارة الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن القيادة أثناء النعاس تسببت في 91 ألف حادث مروري عام 2017، ما أسفر عن 50 ألف إصابة و800 وفاة. وتشير الأبحاث إلى أن السائقين الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا أكثر عرضة للحوادث المرورية بمعدل 5 أضعاف مقارنة بمن يحصلون على 7 ساعات نوم.

كيف يمكن معالجة هذه المشكلة؟

يرى الخبراء أن الحل يبدأ بتعزيز ثقافة النوم الصحي، سواء على مستوى الأفراد أو بيئات العمل، من خلال:

توعية الموظفين بأهمية النوم الجيد وتحسين بيئات العمل لتقليل الإجهاد.

تقليل ساعات العمل المرهقة، وتطبيق جداول عمل مرنة تعزز الإنتاجية.

فرض استراتيجيات حكومية تدعم النوم الصحي، مثل نشر التوعية حول آثاره الاقتصادية والصحية.

إدراج فترات راحة إجبارية أثناء العمل، خاصةً في الوظائف الحساسة مثل القيادة والملاحة الجوية.

اليوم العالمي للنوم.. رسالة للتغيير

استشعارًا لأهمية النوم، أطلقت الرابطة العالمية لطب النوم "اليوم العالمي للنوم" لأول مرة عام 2008، بهدف التوعية بمشكلات النوم وتعزيز العادات الصحية. ويحتفل بهذا اليوم في الجمعة الثالثة من شهر مارس سنويًا، بمشاركة أكثر من 70 دولة، من خلال ندوات علمية وحملات إعلامية تشجع الأفراد على تحسين جودة نومهم.

النوم.. استثمار في الاقتصاد والصحة

في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، يجب على الدول والمؤسسات الاستثمار في استراتيجيات تعزز جودة النوم، ليس فقط للحفاظ على صحة الأفراد، بل أيضًا لتحسين الإنتاجية، وخفض التكاليف الصحية، وتقليل الحوادث، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد العالمي.

فالنوم ليس رفاهية، بل ضرورة اقتصادية وصحية لضمان مستقبل أكثر استدامة وإنتاجية.

وكالات

 

مواضيع ذات صلة