الرئيسية » ريادة »
 
02 آذار 2025

جاريت كامب.. رائد الأعمال الذي غيّر وجه التكنولوجيا والنقل

بوابة اقتصاد فلسطين

حين تتجسد روح الابتكار في شخص، تتحول الأفكار إلى مشاريع تُحدث ثورة في العالم. هذا ما فعله جاريت كامب، رائد الأعمال الكندي الذي لم يكتفِ بمجرد الحلم، بل سعى لتحويله إلى واقع ملموس عبر تأسيس مشاريع غيّرت مفهوم التكنولوجيا والنقل إلى الأبد.

وُلد كامب عام 1978 في مدينة كالجاري الكندية، حيث نشأ وسط بيئة تحفّزه على التفكير الإبداعي. التحق بجامعة كالجاري لدراسة الهندسة الكهربائية، ومنها انطلق ليواصل دراسته العليا في هندسة البرمجيات، حيث بدأ رحلته مع عالم التكنولوجيا والابتكار. في أثناء دراسته، شارك في تأسيس منصة "ستامبل أبون" عام 2001، وهي خدمة مبتكرة لاكتشاف المحتوى الرقمي على الإنترنت، تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتوصيات المستخدمين. كانت هذه الفكرة سابقة لعصرها، واستطاعت أن تجذب انتباه المستثمرين، ليحصل المشروع على تمويل قوي وينتقل إلى وادي السيليكون، حيث استحوذت عليه شركة إيباي عام 2007 مقابل 75 مليون دولار. لكن روح ريادة الأعمال لدى كامب لم تكن لتتوقف عند هذا الحد، فقد أعاد شراء الشركة لاحقًا عندما وجد أنها فقدت مرونتها، وواصل تطويرها حتى دمجها مع مشروعه الجديد "مِكس" عام 2018.

لكن التأثير الأكبر لجاريت كامب جاء عبر مشروعه الأكثر شهرة، "أوبر". في عام 2009، تعاون مع ترافيس كالانيك لإطلاق تطبيق يهدف إلى تغيير شكل المواصلات العامة، عبر توفير خدمة سيارات حسب الطلب بلمسة زر. لم يكن المشروع مجرد فكرة طموحة، بل تحوّل إلى نموذج أعمال غيّر قواعد اللعبة في قطاع النقل. خلال سنوات قليلة، توسعت "أوبر" لتشمل عشرات المدن حول العالم، وأصبحت واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في التاريخ. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، إذ واجهت الشركة تحديات قانونية وثقافية في العديد من الدول، لكن كامب وفريقه استطاعوا التكيف مع الظروف، مقدمين خدمات جديدة مثل "أوبر إكس" و**"أوبر بول"** التي ساهمت في خفض تكلفة الرحلات وجعلها في متناول الجميع.

إلى جانب "أوبر"، لم يتوقف كامب عن دعم ريادة الأعمال، فأسس في 2013 شركة "إكسبا"، وهي منصة تهدف إلى تمويل الشركات الناشئة ودعمها من خلال الاستثمار والتوجيه. وقد ساعدت "إكسبا" في إطلاق عشرات المشاريع الناجحة، محققة استثمارات تجاوزت المليار دولار. كما أطلق مشروع "إيكو"، وهو نظام للعملات المشفرة يهدف إلى تحسين طرق الدفع الرقمية عبر تقنية البلوك تشين، في محاولة لإعادة تعريف مستقبل المال.

لم يكن نجاح كامب مجرد تراكم للثروة، بل حرص على توجيه جزء من موارده لدعم القضايا المهمة. أنشأ "مؤسسة كامب"، وهي منظمة غير ربحية تركز على دعم الأبحاث في مجالات البنية التحتية والاستدامة البيئية، إيمانًا منه بأن التقدم التكنولوجي يجب أن يكون في خدمة المجتمع والبيئة.

اليوم، تُقدَّر ثروة جاريت كامب بحوالي 4.6 مليار دولار، لكنه يظل أكثر من مجرد رجل أعمال ناجح؛ إنه رمز لرائد أعمال لا يكتفي بتحقيق النجاحات، بل يسعى دائمًا لإعادة تعريف المفاهيم التقليدية ودفع عجلة الابتكار نحو المستقبل. من "ستامبل أبون" إلى "أوبر"، ومن "إكسبا" إلى "إيكو"، يواصل كامب رحلته، مؤكدًا أن النجاح لا يتعلق فقط بما تحققه، بل بالتأثير الذي تتركه وراءك.

إنفستوبيديا

مواضيع ذات صلة