الرئيسية » الاخبار الرئيسية » دولي »
 
24 شباط 2025

من هو "فريدريش ميرتس" الفائز بمنصب المستشار الجديد لألمانيا؟

بوابة اقتصاد فلسطين

 من المتوقع أن يصبح فريدريش ميرتس، المعروف بمواقفه المتشددة بشأن قضايا الهجرة والمنافس القديم لأنغيلا ميركل، المستشار المقبل لألمانيا، حيث يتصدر حزبه «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» استطلاعات الرأي إلى جانب حزبه الشقيق «الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، وذلك قبل أيام قليلة من الانتخابات.

وكان ميرتس قد انتُخب في سبتمبر أيلول الماضي كمرشح رسمي عن «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» لمنصب المستشار في الانتخابات الفدرالية لهذا العام، وذلك بعد أن تولى قيادة الحزب ورئاسة الكتلة البرلمانية المشتركة للاتحادين «الديمقراطي المسيحي» و«الاجتماعي المسيحي» منذ عام 2022.

يُذكر أن «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» هو حزب إقليمي يهيمن على المشهد السياسي في ولاية بافاريا منذ عقود، ويشكل اتحاداً مع «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» على المستوى الفيدرالي.

من هو فريدريش ميرتس؟

قبل دخوله المعترك السياسي، درس فريدريش ميرتس، البالغ من العمر 69 عاماً، القانون وعمل في البدايةً قاضياً، ثم محامياً في شركة «ماير براون» للمحاماة. كما شغل مناصب قيادية في عدة شركات كبرى، من بينها «بلاك روك ألمانيا» و«إتش إس بي سي ترينكوس آند بوركهارت»، بالإضافة إلى عضويته في مجالس إدارة «إرنست آند يونغ ألمانيا»، ونادي «بوروسيا دورتموند»، و«دويتشه بورصة».

ميرتس متزوج ولديه ثلاثة أبناء. وتفيد التقارير بأنه يمتلك طائرتين يقودهما بنفسه في أوقات فراغه.

متى انضم ميرتس إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي؟

يقول فريدريش ميرتس إنه انضم إلى «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» عندما كان لا يزال طالباً في المدرسة، حيث تولى لاحقاً قيادة الفرع المحلي لمنظمة الشباب التابعة للحزب. وفي عام 1989، أصبح عضواً في البرلمان الأوروبي لمدة خمس سنوات، قبل أن ينضم إلى البوندستاغ الألماني ويشغل مقعداً فيه لمدة 15 عاماً.

اتسم جزء كبير من المسيرة السياسية لميرتس في أوائل الألفية الجديدة بمنافسة حادة مع أنغيلا ميركل، حيث تنافس الاثنان على مناصب قيادية داخل «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» وكذلك على رئاسة الكتلة البرلمانية المشتركة للاتحادين «الديمقراطي المسيحي» و«الاجتماعي المسيحي». وقد تولى ميرتس رئاسة هذه الكتلة ثم منصب نائب رئيسها بعد عام 2000.

استقال من هذا المنصب في عام 2004، ورأى مراقبون في ذلك الحين أن قراره جاء نتيجة صعود ميركل المتسارع داخل الحزب.

توتر العلاقات مع أنغيلا ميركل

لا تزال التوترات قائمة بين فريدريش ميرتس وأنغيلا ميركل حتى اليوم، إذ انتقدت المستشارة الألمانية السابقة الشهر الماضي زعيم «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» بسبب تعاونه مع حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في بعض عمليات التصويت البرلمانية.

يتبنى ميرتس، شأنه شأن «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، مواقف سياسية يمينية وسطية، ويُنظر إليه على أنه سياسي محافظ اجتماعياً ومؤيد لقطاع الأعمال.

خفض الضرائب وتقليص البيروقراطية

يدعو ميرتس إلى خفض الضرائب على الدخل والشركات، إضافة إلى تقليص الإجراءات البيروقراطية لدعم قطاع الأعمال والابتكار، وتهيئة الأطر التنظيمية في ألمانيا لتعزيز الاستثمارات الخاصة. كما أعرب عن رغبته في جعل ألمانيا أكثر جاذبية للشركات الناشئة، واقترح استحداث منصب وزاري جديد يُعنى بالرقمنة والذكاء الاصطناعي.

وأبدى ميرتس استعداده لمراجعة «قاعدة كبح الديون» المثيرة للجدل، والتي تحد من قدرة الحكومة على الاستدانة وتفرض قيوداً على العجز الهيكلي في الموازنة الفدرالية.

كما كان شديد الانتقاد للسياسات الاقتصادية التي انتهجتها حكومة أولاف شولتس، معتبراً أنها السبب وراء الركود الحالي، ودعا إلى تغييرات جذرية.

يشمل هذا الموقف أيضاً انتقاده لتركيز السياسات الاقتصادية بشكل مفرط على التغير المناخي، مشيراً إلى أنه سيعيد النظر في ذلك. ورغم إقراره بأهمية أزمة المناخ، إلا أنه أبدى تشككاً حيال بعض التدابير المتخذة لمواجهتها، مثل بناء توربينات الرياح.

السياسة الخارجية

خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي، دعا ميرتس إلى أن تتولى ألمانيا دوراً قيادياً أقوى داخل أوروبا، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا قريباً، وأعرب عن استعداده للنظر في إرسال المزيد من الأسلحة إلى كييف.

ومع ذلك، تهرب إلى حد كبير من الإجابة عن أسئلة تتعلق بإنفاق ألمانيا الدفاعي، في ظل النقاش الدائر حول ضرورة زيادة مساهمات الدول الأعضاء في حلف «الناتو» في هذا المجال.

الهجرة: القضية الأكثر إثارة للجدل

واجه ميرتس انتقادات حادة بسبب مواقفه المتشددة بشأن الهجرة، إذ دعا إلى تشديد الإجراءات الأمنية، وزيادة عمليات الترحيل، وتعزيز الرقابة على الحدود. كما انتقد سياسات اللجوء والهجرة الحالية في ألمانيا، واصفاً إياها بالمتساهلة والبطيئة، وربط بينها وبين هجمات عنيفة نفذها أشخاص كانوا من المفترض ترحيلهم.

وتفاقمت الأزمة في يناير كانون الثاني الماضي عندما حصل اقتراح غير ملزم تقدم به ميرتس على دعم حزب «البديل من أجل ألمانيا»، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ تحقق بذلك أغلبية برلمانية بمساعدة اليمين المتطرف.

مواضيع ذات صلة