تهويد القدس يدفع نحو انفجار سكاني في كفر عقب
بوابة اقتصاد فلسطين
كشفت دراسة حديثة صادرة عن ماس حول الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية للقرى المقدسية على إثر التوسع الاستيطاني أن محاولات تهويد القدس من خلال ترحيل الفلسطينيين أدت إلى انفجار سكاني غير مسبوق في كفر عقب، وهي واحدة من القرى التي أصبحت جغرافيًا جزءًا من الضفة الغربية، رغم بقائها قانونيًا تحت إدارة بلدية القدس.
ووفقًا للدراسة، فإن قرية كفر عقب كانت جزءًا من تجمع شمال القدس الذي يضم قرى مثل قلنديا، شعفاط، والرام، إلا أن جدار الفصل العنصري الذي بنته سلطات الاحتلال أدى إلى فصل هذه القرى إلى ثلاث معازل، مما جعل كفر عقب واحدة من أكثر المناطق استقبالًا للسكان المقدسيين الذين يواجهون سياسات التهجير القسري.
حقائق وأرقام عن التغيرات الديموغرافية في كفر عقب:
📍 ارتفاع عدد السكان: نتيجة تهجير الفلسطينيين من الأحياء المركزية في القدس إلى أطرافها، شهدت كفر عقب زيادة غير مسبوقة في عدد السكان، حيث أصبحت واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في المحافظة.
📍 غياب الخدمات الأساسية: رغم بقائها تحت إدارة بلدية القدس قانونيًا، إلا أن الخدمات البلدية لا تصل إليها كما ينبغي، مما أدى إلى تردي البنية التحتية، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية.
📍 التخطيط العمراني العشوائي: نظرًا لعدم وجود رقابة بلدية حقيقية، توسعت كفر عقب بشكل غير منظم، مما تسبب في ازدحام شديد، وانخفاض جودة الحياة، وتفاقم المشكلات الاجتماعية.
📍 ضغط اقتصادي متزايد: رغم ارتفاع أعداد السكان، فإن الفرص الاقتصادية لا تواكب هذا التزايد، حيث تراجعت القدرة على الوصول إلى الوظائف في مدينة القدس بسبب الجدار الفاصل وارتفاع تكاليف التنقل.
📍 حالة "المناطق العالقة": وفقًا للدراسة، فإن كفر عقب باتت عالقة بين نظامين إداريين، فهي جغرافيًا تتبع الضفة الغربية، ولكنها قانونيًا تخضع لبلدية القدس، مما يجعلها في وضع إداري معقد يعيق تطويرها وتنميتها.
المستوطنات المحيطة بكفر عقب:
أصبحت كفر عقب محاصرة بخمس مستوطنات رئيسية، وهي:
✅ جفعات بنيامين
✅ شعار بنيامين
✅ عطاروت
✅ بسغاف زئيف
✅ كوخاف يعقوب
تعمل هذه المستوطنات على توسيع نفوذها بشكل متواصل، مما يزيد من الخناق على السكان الفلسطينيين، ويقلل من المساحات المتاحة للبناء والتوسع، ما يفاقم الأزمة السكانية داخل كفر عقب
ماذا يقول الخبراء؟
يرى الباحثون أن السياسات الإسرائيلية تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي جذري في القدس ومحيطها، بحيث يتم دفع الفلسطينيين قسرًا إلى مناطق معزولة ومكتظة، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة وزيادة الصعوبات المعيشية، وهو ما يدفع البعض إلى الهجرة الطوعية أو البحث عن بدائل سكنية في أماكن أخرى.
بالنهاية فإن تهجير الفلسطينيين من القدس يؤدي إلى زيادة سكانية غير مسبوقة في كفر عقب. وغياب الخدمات والتخطيط العشوائي يزيد من تدهور الأوضاع المعيشية. كما أن المستوطنات الإسرائيلية تحاصر المنطقة وتعيق أي توسع حضري فلسطيني. كما أن المنطقة أصبحت "عالقة" إداريًا، مما يحرمها من الاستفادة من أي نظام إداري مستقر.
فما يحدث في كفر عقب ليس مجرد زيادة سكانية طبيعية، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات التهجير والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي. استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من التكدس السكاني، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل المنطقة بؤرة أزمة ديموغرافية وإنسانية تحتاج إلى حلول عاجلة.