الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
20 شباط 2025

التوسع الاستيطاني يعزل 16 قرية مقدسية ويهدد 12,000 دونم من الأراضي الفلسطينية

بوابة اقتصاد فلسطين

يستمر التوسع الاستيطاني في القدس ومحيطها بوتيرة متسارعة، مما يزيد من تعقيد الواقع الجغرافي والديموغرافي في المنطقة. وفقًا لأحدث الدراسات، فإن القرى المقدسية الواقعة شمال وشمال غرب القدس تواجه تآكلًا مستمرًا في مساحاتها بفعل بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، حيث تم تقسيم هذه القرى إلى معازل منفصلة بفعل الجدار الفاصل، الأمر الذي أدى إلى إضعاف التواصل الاجتماعي والاقتصادي بين سكانها.

توسع استيطاني غير مسبوق

عدد المستوطنات: يحيط بقرى شمال غرب القدس 7 مستوطنات رئيسية، منها:

  • جفعات زئيف (تمتد على مساحة 3,250 دونمًا ويقطنها نحو 20,000 مستوطن).
  • هار صموئيل وراموت اللتان تستمران في التوسع، مما يهدد المزيد من الأراضي الفلسطينية بالمصادرة.
  • مستوطنة عطاروت الصناعية التي تخضع لتوسعات واسعة لزيادة نفوذها الاقتصادي والجغرافي.

المساحات المصادرة: خلال العقدين الأخيرين، تمت مصادرة أكثر من 12,000 دونم من أراضي القرى الفلسطينية المحيطة بالقدس لصالح مشاريع استيطانية مختلفة، مما أدى إلى تراجع المساحات الزراعية بشكل ملحوظ.

الجدار الفاصل: أدى بناء الجدار الفاصل إلى عزل 16 قرية فلسطينية شمال وغرب القدس، حيث تم تقسيمها إلى 3 معازل رئيسية، ما أثر بشكل مباشر على قدرة السكان على التنقل والعمل والوصول إلى الخدمات.

تأثير التوسع الاستيطاني على السكان

 النمو السكاني والضغط العمراني

  • في كفرعقب، ارتفع عدد السكان بشكل حاد نتيجة التهجير القسري من القدس، حيث يقطنها اليوم أكثر من 60,000 فلسطيني، بعد أن كان العدد لا يتجاوز 15,000 نسمة قبل عام 2000، مما أدى إلى اكتظاظ عمراني غير مسبوق.
  • أما في بيت إكسا، فقد تراجع النمو السكاني بنسبة 40% خلال العقد الماضي بسبب القيود الإسرائيلية المشددة على دخول وخروج السكان، مما دفع العديد إلى مغادرة المنطقة بحثًا عن حياة أفضل.

التراجع الاقتصادي

  • القطاع الزراعي: انخفضت نسبة الأراضي المزروعة في القرى المقدسية بنسبة 65% خلال السنوات العشرين الأخيرة نتيجة لمصادرة الأراضي ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.
  • التجارة والتنقل: ارتفاع تكلفة التنقل بين هذه المناطق زاد من الأعباء الاقتصادية على السكان، حيث يضطر بعضهم لدفع ما يصل إلى 1,500 شيكل شهريًا فقط للتنقل بين منازلهم وأماكن عملهم.

التغيير الديموغرافي والسياسات الإسرائيلية

  • يهدف التوسع الاستيطاني في هذه المناطق إلى تغيير الميزان الديموغرافي في القدس، حيث بلغ عدد المستوطنين في القدس ومحيطها نحو 230,000 مستوطن، أي ما يشكل قرابة 40% من سكان القدس الشرقية.

مستقبل مجهول وسط تصاعد الاستيطان

مع استمرار التوسع الاستيطاني بوتيرة متزايدة، يجد الفلسطينيون في القرى المقدسية أنفسهم أمام تحديات متزايدة تهدد وجودهم وهويتهم. ومع غياب أي إجراءات دولية رادعة، يتوقع خبراء أن تستمر عمليات التهجير ومصادرة الأراضي بوتيرة متسارعة، مما قد يؤدي إلى تغييرات ديموغرافية لا رجعة فيها في المدينة المقدسة.

 أنمار رفيدي وملكة عبد اللطيف- ماس

 

 

مواضيع ذات صلة