الإنترنت يحد على الأسد سيسيل
قتل طبيب الأسنان الأميركي والتر بالمر الأسد سيسيل (13 عاماً)، أشهر أسود زمبابوي، في رحلة صيد كلّفته 50 ألف دولار، مطلع شهر تمّوز/ يوليو الحالي. يعدّ سيسيل من أيقونات الحياة البريّة في بلاده، وكان يعيش في «حديقة هوانغي الوطنيّة» شمال شرق البلاد، حيث كان محوراً لدراسة علميّة تجريها جامعة أكسفورد منذ العام 1999.
بوابة اقتصاد فلسطين | ذاع صيت سيسيل بسبب لون شعره المميّز، إلى جانب المقالات التي نشرت حوله في الدوريّات المتخصّصة، ما حوّل حديقته إلى مقصد للسيّاح... ذلك لم يردع بالمر من استدراج سيسيل خارج الحديقة، وأرداه بسهم، وتركه يحتضر لأكثر من أربعين ساعة، ثمّ أطلق عليه النار، ونزع جلده، وفصل رأسه عن جسمه.
انتشار خبر مقتل سيسيل، وبتلك الطريقة البربريّة، أثار سخط الكثير من الناشطين والصحافيين والمشاهير على «تويتر»، إذ تمّ تغريد وسم «سيسيل الأسد CecilTheLion» أكثر من 316 ألف مرّة خلال اليومين الماضيين، خصوصاً بعد الكشف عن هويّة الصيّاد الفذّ الذي ارتكب الجريمة. وأُنشئت عريضة إلكترونيّة تطالب رئيس زمبابوي روبرت غابرييل موغابي بمعاقبة القاتل، فجمعت أكثر من 452 ألف توقيع حتى الآن، فيما توارى الطبيب عن الأنظار.
امتدّ الغضب على الانترنت، إلى ولاية مينيسوتا مقرّ عيادة بالمر، إذ وضع بعض جيرانه دمىً لحيوانات أمام باب عيادته، بجانب أوراق تحثّه على الشعور بالعار. وبالرغم من أنّ الطبيب أكّد «أنّه لم يكن يعرف من يكون الأسد الذي اصطاده إلا بعد نهاية الصيد»، لكنّ صحيفة «ذا واشنطن بوست» أشارت إلى أنّ «السيّاح الأميركيّين الأغنياء»، يقتلون كلّ عام أكثر من 600 أسد، بشكل مخالف للقانون، خصوصاً أنّ تلك الحيوانات مهدّدة بالانقراض.
خصّص برنامج «جيمي كيمل لايف» فقرة للحديث عن مقتل سيسيل، وقال مذيع البرنامج جيمي كيمل مخاطباً بالمر: «لماذا تقتل أسداً أساساً؟ أشعر بفضول كبير صراحة لأعرف السبب الذي يدفع إنساناً للقيام بذلك؟ أين المتعة في ذلك؟ هل تعاني من صعوبة في القذف تجعلك ترغب بقتل الحيوانات؟». ذلك لم يكن أقسى التعليقات على الأمر، إذ دعا مئات المغرّدين إلى «إعدام بالمر»، وإلى الحدّ من الصيد العشوائي للثروات الحيوانيّة. وغرّد المغنّي ريكي مارتن مطالباً بالعدالة الفوريّة لسيسيل. وكتبت الممثلة أوليفيا وايلد: «الطبيب لم يكن يعرف أنّ الأسد مشهور، ربما لو عرف ذلك قبل أن يقتله، لكان التقط معه سيلفي». فيما تداول عدد من الناشطين صوراً لبالمر وهو يتباهى بطرائد أخرى قتلها، من بينها نمر، ووحيد القرن. وكتبت الممثلة ميا فارو: «الحيوانات ليست كؤوساً! أبداً». فيما علّق المخرج الأميركي جاد أبتاو على الخبر بالقول: «هناك طرق عدّة لتكون أحمقَ في العالم الحديث».
(وكالات)