بوابة اقتصاد فلسطين

سجل الشيكل الإسرائيلي تراجعًا ملحوظًا أمام العملات الرئيسية اليوم (الثلاثاء)، حيث فقد نحو 1% من قيمته أمام الدولار، ليقترب سعر الصرف من 3.6 شيكل مجددًا، بعد أسبوع شهد فيه الشيكل ارتفاعًا قويًا.

تراجع الشيكل وتأثير التطورات الجيوسياسية

جاء هذا التراجع عقب إعلان حركة حماس تأجيل إطلاق سراح الرهائن، بسبب ما وصفته بانتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن تعود الحركة لتوضيح أن البيان كان "خطوة تحذيرية". وقد انعكس هذا الإعلان فورًا على سوق الصرف الأجنبي، حيث انخفض سعر الشيكل في الساعات التالية ليصل إلى 3.58 مقابل الدولار، واستمر الضعف صباح اليوم ليصل إلى 3.59 شيكل للدولار الواحد.

الخبراء: تراجع مؤقت وليس تغييرًا في الاتجاه

يرى مودي شفرير، كبير استراتيجيي الأسواق المالية في بنك هبوعليم، أن الهبوط الحالي للشيكل مرتبط بالتوترات الجيوسياسية، وليس بتغيرات اقتصادية جوهرية. ويضيف: "منذ إعلان حماس، شهدنا تراجعًا في قيمة الشيكل، لكن هذا ليس مؤشرًا على تراجع طويل الأمد".

وأكد شفرير أن الشيكل لا يزال قويًا جدًا، مشيرًا إلى أنه ارتفع بأكثر من 7.3% منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عندما اندلعت الحرب. وأضاف: "هذا التراجع جزء من التصحيح الطبيعي للسوق، حيث يؤثر عدم الاستقرار الأمني على العملة، لكن الشيكل سيستعيد قوته في حال تحسن الأوضاع الأمنية".

أما يوتف كوستيكا، كبير مسؤولي الاستثمار في مور ميوتشوال فاندز، فيرى أن انخفاض قيمة الشيكل الحالي طفيف، ولا يعكس تحولًا كبيرًا في السوق. ويقول: "السوق تتعامل مع التطورات الأخيرة على أنها جزء من المناورات التفاوضية بين الأطراف، لكن العامل الأكثر أهمية سيكون التطورات خلال الأيام المقبلة".

هل يعود الشيكل إلى الارتفاع؟

بحسب كوستيكا، فإن احتمالية استئناف القتال جنوبًا قد تدفع السوق إلى موجة جديدة من التقلبات. لكنه يشير إلى أنه في غياب أحداث تعزز حالة عدم الاستقرار، سوف يعود الشيكل إلى الارتفاع مجددًا. وأضاف: "مع استمرار الهدوء، سنشهد انخفاض العجز، واعتدال علاوة المخاطر، وربما تراجع أسعار الفائدة، وهذه كلها عوامل ستدعم الشيكل وتعزز من قيمته".

توقعات: الشيكل قد يصل إلى 3.4 شيكل للدولار

في ظل هذه التقلبات، ظهرت تكهنات بين خبراء الاقتصاد، بمن فيهم محللون في بنك إسرائيل، تشير إلى أن الشيكل كان سيتعزز بشكل كبير لولا تأثيرات الحرب. وتشير التقديرات إلى أن العملة الإسرائيلية قد تصل إلى 3.4 شيكل للدولار وربما أكثر، إذا استمرت العوامل الاقتصادية الإيجابية في التبلور.

 الشيكل تحت الضغط لكنه لا يزال قويًا

على الرغم من التقلبات الحالية، لا يرى الخبراء أن الشيكل يتجه نحو ضعف مستدام، بل يعتبرون التراجع الحالي تصحيحًا مؤقتًا بفعل الأحداث الجيوسياسية. ومع تحسن الأوضاع الأمنية واستقرار الأسواق، يتوقع أن يعود الشيكل إلى مسار التعافي، مدعومًا بعوامل اقتصادية إيجابية.

غلوبس