كيف خدع ترامب كندا والمكسيك للقبول بطلباته في المفاوضات التجارية؟
بوابة اقتصاد فلسطين
كشفت المستثمرة الأميركية كودي سانشيز عن الطريقة التي نجح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التلاعب بكندا والمكسيك خلال المفاوضات التجارية، مؤكدة أن إجادته لفن التفاوض كانت العامل الحاسم في تحقيق أهدافه. وأوضحت سانشيز في منشور عبر حسابها على منصة إكس - تويتر سابقاً - أن كندا والمكسيك تعرضتا للخداع للدخول في مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية، حيث استخدم ترامب العجز التجاري كأداة ضغط في المفاوضات.
وأشارت سانشيز إلى أن البيانات الحكومية أظهرت وصول العجز التجاري الأميركي إلى مستوى قياسي في عام 2024، حيث بلغ مع الصين 295 مليار دولار بعد أن كان 279 مليار دولار في عام 2023، بينما ارتفع العجز التجاري مع المكسيك إلى 172 مليار دولار بعد أن كان 152 مليار دولار مدفوعاً بزيادة الواردات من قطع غيار السيارات والإلكترونيات والمنتجات الزراعية، مما جعل المكسيك أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة. أما العجز مع كندا فقد بلغ 63 مليار دولار، وهو مستوى مماثل تقريباً للعام السابق.
وأضافت أن التجارة مع هذه الدول الثلاث تمثل أكثر من ثلث المنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة بقيمة تزيد على تريليون دولار سنوياً، وأن الحجة الأساسية لفرض التعريفات الجمركية كانت تسوية هذا العجز، مما منح المفاوض الأميركي الأفضلية، نظراً لأن هذه التجارة تمثل 67% من الناتج المحلي الإجمالي لكندا، و73% من الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك، و37% من الناتج المحلي للصين، بينما تشكل فقط 24% من الناتج المحلي الأميركي.
وفي الأول من فبراير 2025، وقع ترامب على فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين، على أن تدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ بدءاً من 4 فبراير. وفي الثاني من فبراير، أعلنت كندا عن رسوم جمركية مضادة بقيمة 155 مليار دولار، وفي الثالث من فبراير، وافقت كندا والمكسيك على اتفاقيات أمن الحدود، مما دفع ترامب إلى تعليق الرسوم الجمركية على هاتين الدولتين لمدة 30 يوماً، بينما بقيت التعريفات المفروضة على الصين قائمة.
وفي الرابع من فبراير، ردّت الصين بفرض رسوم جمركية مضادة، وفي السادس من فبراير، أعلنت المكسيك أنها تدرس إعادة التفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية الثلاثية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بسبب التهديدات الجمركية الأميركية. وأوضحت سانشيز أن ما حدث كان تطبيقاً دقيقاً لمبادئ التفاوض، حيث تضمنت الخطوة الأولى توفير أفضلية تفاوضية دون استخدامها مباشرة، من خلال التهديد بفرض الرسوم الجمركية، مما أدى إلى إدخال الأسواق والشركات والقادة الأجانب في حالة من الأزمة.
وأضافت أن الخطوة الثانية كانت فرض رد فعل على الجانب الآخر عبر تحديد موعد نهائي وإظهار الصرامة وعدم التراجع، مما دفع المكسيك وكندا والصين إلى طاولة المفاوضات لتجنب التداعيات الاقتصادية. أما الخطوة الثالثة فقد تمثلت في إيجاد مخرج للأزمة ودفع الأطراف الأخرى للموافقة على تسوية، مستشهدة بقول القائد العسكري صن تزو: "أعطِ عدوك جسراً ذهبياً للتراجع عليه". وفي النهاية، أكدت سانشيز أن الخطوة الرابعة والأخيرة تمثلت في الحصول على النصر، مشيرة إلى أن السيناريو الأمثل هو توقيع اتفاقيات تجارية جديدة واتفاقيات حماية الحدود التي تحقق المصالح الأميركية.
وكالات