الرئيسية » دولي » سياسي »
 
05 شباط 2025

ترامب وماسك يقودان حملة لإغلاق وكالة التنمية الدولية.. لكن ما السبب الحقيقي؟

بوابة اقتصاد فلسطين

في خطوة مثيرة للجدل، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعاون مع الملياردير إيلون ماسك إجراءات لإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي تعد الجهة الرئيسية المسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية حول العالم. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود ترامب لتقليص الإنفاق الفيدرالي، في إطار سياسة "أمريكا أولاً"، ما أثار موجة واسعة من الجدل السياسي والدبلوماسي.

لماذا تستهدف إدارة ترامب الوكالة؟

لطالما انتقد ترامب المساعدات الخارجية، معتبرًا أنها "لا تحقق فائدة حقيقية لدافعي الضرائب الأمريكيين"، وأنها مليئة بالهدر والفساد. ويبدو أن ماسك، الذي تم تكليفه مؤخرًا بإدارة وزارة الكفاءة الحكومية، يتبنى هذا النهج بقوة، حيث وصف الوكالة عبر منصته "إكس" بأنها "منظمة إجرامية" مليئة بالاحتيال، دون تقديم أدلة واضحة.

وفي تحرك سريع، قامت الإدارة الأمريكية بإجراء تغييرات جذرية على الوكالة خلال أقل من أسبوعين، شملت إغلاق موقعها الإلكتروني، ومنع الموظفين من الوصول إلى بريدهم الإلكتروني، وإصدار تعليمات لهم بالبقاء في منازلهم، مما تسبب في حالة من الفوضى والتوتر داخل المؤسسة.

تاريخ ودور الوكالة في السياسة الأمريكية

تأسست الوكالة عام 1961 بقرار من الرئيس جون كينيدي، لتكون الذراع التنفيذي للحكومة الأمريكية في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية. ووفقًا للبيانات الرسمية، توزع الوكالة نحو 40 مليار دولار سنويًا من أصل 68 مليار دولار مخصصة للمساعدات الخارجية، وتركز على دعم الدول المتضررة من المجاعات، الكوارث الطبيعية، والصحة العامة، بما في ذلك مكافحة الأوبئة والفيروسات العالمية.

التداعيات المحتملة لتقليص المساعدات

يرى الخبراء أن إغلاق أو تقليص تمويل الوكالة سيؤثر بشدة على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث قد يؤدي إلى:

- تراجع الوصول إلى اللقاحات والخدمات الصحية، ما يزيد مخاطر تفشي الأوبئة.

- نقص الإمدادات الغذائية للدول التي تعتمد على المساعدات الأمريكية.

- تأثير سلبي على النفوذ الأمريكي، مما قد يمنح الصين وروسيا فرصة لتعزيز وجودهما في مناطق نفوذ واشنطن التقليدية.

البروفيسورة مريم ديلوفري من جامعة جورج واشنطن حذرت من أن التخفيضات الكبيرة في المساعدات قد تحرم الملايين من الغذاء والرعاية الصحية، مما قد يؤدي إلى أزمات إنسانية واسعة النطاق.

خلافات قانونية وتحركات معارضة

إغلاق الوكالة ليس بالأمر السهل، إذ يواجه ترامب وماسك عقبات قانونية كبيرة، حيث أشار مشرعون ديمقراطيون إلى أن إغلاق الوكالة عبر أمر تنفيذي يعد غير قانوني، لأن ذلك يتطلب موافقة الكونغرس.

وقال السيناتور كريس فان هولين إن تقليص المساعدات الخارجية يهدد الأمن القومي الأمريكي، ويمنح خصوم واشنطن، مثل الصين وروسيا، فرصة لتعزيز نفوذهم على الساحة الدولية. كما انتقد السيناتور كريس مورفي دور ماسك، مشيرًا إلى أنه يجني مليارات الدولارات من أعماله مع الصين، ما يجعل قراراته محل تساؤل.

ما القادم؟

لا يستطيع ترامب إغلاق الوكالة بالكامل دون موافقة الكونغرس، لكنه قادر على إعادة توجيه أموال المساعدات بما يتماشى مع سياساته، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في حجم وأولويات المساعدات الأمريكية في السنوات القادمة.

يبقى السؤال المطروح: هل ستتراجع الولايات المتحدة عن دورها كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم؟ وهل سيؤدي هذا التحول إلى إضعاف نفوذها العالمي أمام قوى أخرى تتطلع لملء الفراغ؟

المصادر: أرقام - بي بي سي - سي إن إن - وول ستريت جورنال

مواضيع ذات صلة