الصين تشيّد مجمعًا عسكريًا أضخم من البنتاجون 10 مرات.. هل اقتربت ساعة الصفر؟
بوابة اقتصاد فلسطين
في خطوة تثير القلق عالميًا، بدأت الصين في بناء أضخم منشأة عسكرية في تاريخها، تفوق حجم البنتاجون الأمريكي بعشرة أضعاف، مما يعزز المخاوف من تصاعد التوترات العسكرية واحتمالات اندلاع صراع جديد.
ووفقًا لتقرير نشرته فايننشال تايمز، يقع المجمع العسكري الضخم على مساحة 607 هكتارات جنوب غرب بكين، ويُعتقد أنه سيكون مركز قيادة محصنًا للحروب المستقبلية. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى حفريات عميقة يُرجح أنها مخابئ مضادة للهجمات النووية، مما يعكس توجه الصين نحو تحصين قادتها العسكريين لمواجهة أي صراع محتمل.
هل تستعد الصين لغزو تايوان؟
تزامن الإعلان عن المشروع مع تصاعد المخاوف من هجوم صيني محتمل على تايوان، حيث يعتقد بعض المحللين العسكريين أن المجمع الجديد قد يكون جزءًا من بنية تحتية عسكرية متقدمة لدعم عمليات هجومية دقيقة ضد الجزيرة.
سباق تسلح غير مسبوق
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا تاريخيًا في الإنفاق العسكري، حيث كشف معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (سيبري) أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ 2.5 تريليون دولار في 2023، مسجلًا أكبر زيادة سنوية منذ 2009. وتتصدر الصين والولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر إنفاقًا، حيث خصصت واشنطن 916 مليار دولار لميزانيتها العسكرية، بينما أنفقت بكين 296 مليار دولار، وسط تقديرات غير رسمية تشير إلى أن الرقم الفعلي قد يتجاوز 476 مليار دولار.
مقارنة بالمرافق العسكرية العالمية
البنتاجون (الولايات المتحدة): مقر وزارة الدفاع، تبلغ مساحته 600 ألف متر مربع.
المنطقة 51 (الولايات المتحدة): منشأة سرية مخصصة للأبحاث العسكرية المتقدمة.
زوكوفكا وأرزماس-16 (روسيا): مراكز تطوير الأسلحة النووية والدفاع السيبراني.
المجمع العسكري الصيني الجديد: مركز أبحاث وتطوير للأسلحة الأسرع من الصوت، والذكاء الاصطناعي العسكري، والحرب الإلكترونية، يفوق حجم البنتاجون 10 أضعاف.
التداعيات الجيوسياسية
يتوقع الخبراء أن يدفع هذا المشروع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى مراجعة استراتيجياتهم الدفاعية، وربما زيادة إنفاقهم العسكري لمواجهة هذا التصعيد. كما قد يدفع الناتو إلى تعزيز استثماراته في الدفاع السيبراني والفضائي، بينما قد تلجأ واشنطن إلى توسيع تحالفاتها العسكرية في المحيط الهادئ، عبر تعزيز التعاون الدفاعي مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند.
هل يشعل ترامب فتيل المواجهة؟
في ظل إمكانية عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، يرى بعض المحللين أن العلاقات بين واشنطن وبكين قد تتجه نحو تصعيد غير مسبوق، خصوصًا مع سياسات ترامب السابقة التي شملت فرض عقوبات جمركية على الصين. ويرى البعض أن اشتداد الحرب التجارية قد يدفع الصين إلى تحركات عسكرية جريئة، بينما يحذر آخرون من أن أي مغامرة عسكرية تجاه تايوان قد تجرّ العالم إلى حرب كارثية.
العالم على أعتاب حقبة جديدة من الصراعات
ما زالت الأهداف الحقيقية وراء بناء هذا المجمع العسكري غامضة، لكن المؤكد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى إعادة رسم موازين القوى العالمية. فبينما تعزز الصين قدراتها العسكرية بسرية تامة، تجد واشنطن وحلفاؤها أنفسهم أمام معادلة جديدة قد تحدد شكل الصراعات المستقبلية لعقود قادمة.