قرار الاحتلال بحظر "الأونروا" يهدد حياة عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في القدس
بوابة اقتصاد فلسطين
القدس المحتلة – مع دخول قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حيز التنفيذ يوم غد الخميس، يواجه عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في القدس المحتلة خطر فقدان الخدمات الأساسية من تعليم ورعاية صحية وخدمات بيئية، في خطوة تهدف إلى تقويض حقوق اللاجئين وإنهاء عمل الوكالة الدولية في المدينة.
حظر تدريجي لإنهاء وجود "الأونروا" في القدس
في 28 أكتوبر 2023، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونين يستهدفان بشكل مباشر عمل "الأونروا"، إذ يحظر الأول نشاطها داخل المناطق التي يعتبرها الاحتلال "خاضعة للسيادة الإسرائيلية"، ويمنعها من تشغيل مكاتبها أو تقديم الخدمات. أما القانون الآخر، فيحظر أي تواصل مع الوكالة، وصادقت حكومة الاحتلال على القرار على أن يدخل حيز التنفيذ بعد 90 يومًا، أي اعتبارًا من يوم غد الخميس.
خدمات "الأونروا" في القدس.. مصير مجهول
تقدم "الأونروا" خدماتها لنحو 110 آلاف لاجئ فلسطيني في القدس، يتوزعون بين مخيم شعفاط شرق المدينة الذي يضم 16,500 لاجئ، ومخيم قلنديا شمال المدينة الذي يقطنه 16,400 لاجئ، وفق بيانات الوكالة.
كما يدير اللاجئون الفلسطينيون في القدس حياتهم من خلال 6 مدارس تابعة للأونروا تضم حوالي 1,800 طالب وطالبة، بالإضافة إلى مركز صحي رئيسي في البلدة القديمة، وهو "عيادة الزاوية"، التي تقدم خدماتها لنحو 30 ألف لاجئ فلسطيني.
تأثيرات كارثية على الصحة والتعليم
مدير مركز "عيادة الزاوية" حمزة جبريني صرّح بأن المركز سيضطر إلى وقف العمل ما لم تصدر تعليمات واضحة من إدارة الوكالة، مشيرًا إلى أن القرار يكتنفه الغموض وسط مخاوف متزايدة بين اللاجئين وموظفي الوكالة.
وقال جبريني:
"نحن نعيش تحت ضغط وتوتر منذ صدور هذه القرارات، ولم نُخلِ المقر حتى الآن، لكننا نواصل العمل حتى يمنعنا الاحتلال من ذلك."
يُقدم المركز خدمات طبية شاملة، تشمل رعاية الأطفال حتى سن 3 سنوات، رعاية النساء الحوامل، تنظيم الأسرة، الصحة النفسية، وعلاج الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، فضلًا عن قسم للطوارئ وطب الأسنان.
أما في مخيم شعفاط، فيعبر اللاجئون عن خشيتهم من توقف الخدمات الأساسية، حيث يقول اللاجئ خضر الدبس:
"أنشئت الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم، واليوم يسعى الاحتلال إلى إنهاء عملها وسحب أي خدمة تقدم لهم."
ويضيف:
"الأطفال المرضى، والطلبة الذين يدرسون في مدارس الأونروا، وكل من يتلقى الخدمات الصحية، جميعهم باتوا في خطر مع بدء تنفيذ هذا القرار الجائر."
إخلاء مقر الأونروا في الشيخ جراح ومصير الموظفين مجهول
بدأت "الأونروا" بالفعل بإخلاء مقرها الرئيسي في حي الشيخ جراح بالقدس، تمهيدًا لتنفيذ قرار الحظر، بينما يواجه المئات من موظفي الوكالة مصيرًا مجهولًا، مع غياب أي ضمانات لاستمرار عملهم.
المتحدثة باسم الأونروا للإعلام العربي إيناس حمدان أكدت أن الوكالة ستواصل تقديم خدماتها "حتى استحالة ذلك"، مشيرة إلى أن القرار سيؤثر على أكثر من 70 ألف شخص يستفيدون من العيادات الصحية التابعة للوكالة في القدس، إلى جانب خدمات جمع النفايات وغيرها من الخدمات الأساسية.
سياسة الاحتلال: محو "الأونروا" لطمس قضية اللاجئين
يرى الفلسطينيون أن الحظر الإسرائيلي يستهدف طمس قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث يقول خضر الدبس:
"الاحتلال يسعى إلى تدمير كل جهة تقدم خدمات للفلسطينيين في القدس، لدفعهم إلى التعامل مع مؤسسات الاحتلال ومحاولة إخفاء وكالة الغوث التي تشهد على جرائم النكبة والتهجير القسري."
مع دخول قرار الاحتلال حيز التنفيذ، يقف اللاجئون الفلسطينيون في القدس أمام أزمة إنسانية حقيقية، قد تتفاقم مع توقف الخدمات الصحية والتعليمية، مما يضع آلاف العائلات أمام مستقبل غامض، وسط دعوات دولية لوقف القرار وإبقاء "الأونروا" قادرة على القيام بدورها الإنساني في المدينة المحتلة.
المصدر: تقرير/ وفا