الولايات المتحدة توقف معظم المساعدات الخارجية بأمر من الرئيس ترامب
بوابة اقتصاد فلسطين
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية وقف معظم المساعدات الخارجية، بما في ذلك المساعدات الطارئة، تنفيذاً لقرار تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. جاء في مذكرة أصدرها وزير الخارجية ماركو روبيو أن جميع التمويلات الجديدة أو التمديدات للتمويل الحالي ستتوقف حتى الانتهاء من مراجعة شاملة تستغرق 85 يومًا، باستثناء بعض الحالات الطارئة مثل المساعدات الغذائية الموجهة لقطاع غزة بعد الهدنة بين إسرائيل وحماس
إعفاءات محدودة تشمل إسرائيل ومصر
أفادت المذكرة أن وزير الخارجية هو الجهة الوحيدة المخولة باتخاذ قرارات تتعلق باستمرار البرامج أو تعديلها أو إنهائها خلال فترة المراجعة، مع إمكانية منح إعفاءات. وذكرت المعلومات أن روبيو أصدر بالفعل إعفاءات لتقديم تمويل عسكري خارجي لإسرائيل ومصر، بالإضافة إلى النفقات الإدارية الضرورية لإدارة هذا التمويل.
في المقابل، لم تذكر المذكرة أي تفاصيل عن المساعدات المقدمة لأوكرانيا، التي تلقت مليارات الدولارات في عهد الرئيس السابق جو بايدن لدعمها ضد روسيا، مما يشير إلى احتمال تجميد هذه المساعدات أيضاً.
ترامب: "قطاع المساعدات الخارجية لا يتماشى مع المصالح الأمريكية"
في مرسومه التنفيذي، أكد ترامب أن "قطاع المساعدات الخارجية والبنية البيروقراطية المرتبطة به لا يتماشيان مع المصالح الأمريكية"، مشيراً إلى أن وقف المساعدات لمدة 90 يومًا يهدف إلى تقييم فعالية هذه البرامج ومدى اتساقها مع السياسة الخارجية الأمريكية. وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن هذا القرار يأتي تنفيذاً لشعار الإدارة الجديدة "أمريكا أولاً"، مشدداً على أن كل دولار يُنفق يجب أن يجعل الولايات المتحدة أكثر أماناً وقوةً وازدهاراً.
ردود فعل وانتقادات
أثار القرار قلقاً واسعاً بين المنظمات غير الحكومية، حيث حذرت رئيسة منظمة "أوكسفام أمريكا" آبي ماكسمان من العواقب الوخيمة المحتملة لهذا التجميد، مشيرة إلى أنه سيعرقل البرامج الإنسانية والتنموية التي تعتمد عليها العديد من الأسر والأطفال حول العالم. وأضافت أن تعليق المساعدات يمنع الجهات المتخصصة من التخطيط أو العمل بفعالية.
السياق المالي
تعد الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية والتنموية في العالم، حيث تخصص حوالي 1% من ميزانيتها الفدرالية لهذا الغرض. في عهد الرئيس بايدن، طلبت إدارته تخصيص 42.8 مليار دولار لموازنة 2025 لتمويل المساعدات الخارجية. ومع القرار الجديد، أصبحت البرامج الممولة من وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية (USAID) تحت طائلة المراجعة أو التجميد.
تداعيات أوسع
بالتوازي مع قرار وقف المساعدات، أصدر وزير الخارجية مذكرات داخلية أخرى تتعلق بتجميد استقبال اللاجئين، مما يعكس تحولاً شاملاً في السياسة الأمريكية نحو إعطاء الأولوية للأمن الداخلي والاقتصاد الوطني. هذا التحول قد يُعيد تشكيل صورة الولايات المتحدة كأكبر مزود للمساعدات في العالم ويثير تساؤلات حول تأثيره على العلاقات الدولية والأزمات الإنسانية العالمية.