الرئيسية » منوعات »
 
22 كانون الثاني 2025

تصريحات ميل جيبسون تشعل الجدل حول أسعار أدوية السرطان والأرباح الطائلة لشركات الأدوية

بوابة اقتصاد فلسطين

أثارت تصريحات الممثل الأمريكي "ميل جيبسون" جدلًا واسعًا حول ارتفاع أسعار أدوية السرطان بعد حديثه عن تعافي أصدقائه باستخدام أدوية مضادة للطفيليات منخفضة التكلفة مثل الإيفرمكتين والفينبندازول. ادعاءات جيبسون، التي نُشرت خلال مقابلة على بودكاست "جو روجان"، أعادت النقاش حول تكلفة علاجات السرطان وجشع شركات الأدوية الكبرى.

تشير البيانات إلى أن أسعار أدوية السرطان تصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يبلغ متوسط التكلفة السنوية للعلاج حوالي 196 ألف دولار للمريض الواحد، مع تجاوز بعض العلاجات حاجز 100 ألف دولار سنويًا. هذا الارتفاع الحاد جعل من السرطان المرض الأكثر ربحية لشركات الأدوية، حيث حققت هذه الأدوية مبيعات بلغت 176 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن تصل إلى 320.6 مليار دولار بحلول عام 2026.

رغم التصاعد الكبير في الأرباح، فإن تقارير مستقلة تشير إلى أن تكاليف البحث والتطوير لا تبرر الأسعار الحالية. فوفقًا لمؤسسة "بابليك آي"، تحقق الشركات الكبرى مثل نوفارتيس وروتش وجونسون آند جونسون هوامش ربح تتراوح بين 40% و90% على بعض الأدوية. بينما تُظهر البيانات أن الإيرادات السنوية لأدوية السرطان ارتفعت بنسبة 70% بين عامي 2010 و2019، تراجعت الإيرادات من الأدوية الأخرى بنسبة 18% في نفس الفترة.

من جانب آخر، نفت جهات طبية علمية صحة الادعاءات التي روج لها جيبسون بشأن فعالية أدوية مضادة للطفيليات في علاج السرطان، مشيرة إلى أن هذه الادعاءات غير مثبتة علميًا وقد تمنح المرضى آمالًا كاذبة. وأكدت أن التجارب المعملية على هذه الأدوية، مثل الإيفرمكتين، أظهرت تأثيرات واعدة فقط في المختبر وعلى الحيوانات، دون إثبات فعاليتها أو أمانها للاستخدام البشري.

هذا الجدل يعكس الانقسام بين انتقادات المرضى والجهات الصحية من جهة، والممارسات التجارية لشركات الأدوية من جهة أخرى. في ظل هذه الأرقام الصادمة، دعت منظمات دولية إلى تعزيز الشفافية في تسعير الأدوية ودعم الابتكار المستقل لضمان إتاحة علاجات السرطان بأسعار معقولة، لتحقيق توازن عادل بين الربح والحق في الصحة.

وكالات

كلمات مفتاحية::