الحوثيين.. بعد وقف إطلاق النار في غزة، قد يستمرون في استغلال البحر الأحمر
هجمات الحوثيين تضيف 175 مليار دولار لتكاليف الشحن العالمية في 10 أشهر
بوابة اقتصاد فلسطين
"إنها تجربة مدهشة وسهلة الاستخدام بشكل مفاجئ"، يقول ستيفن أسكينز، محامٍ بحري، متحدثًا عن تفاعله مع الحوثيين، الميليشيا التي هاجمت السفن التجارية في البحر الأحمر لأكثر من عام. "تكتب لهم رسالة باحترام، ويردون باحترام، ويتمنون لك رحلة سعيدة."
لكن ليس الجميع يتلقى هذا التعامل الودي. في عام 2024، استهدف الحوثيون نحو 200 سفينة، مما ألحق الضرر بأكثر من 40 منها، واستمرت الهجمات في عام 2025. باستخدام أسلحة إيرانية ومعلومات استخباراتية روسية، يسيطر الحوثيون جزئيًا على حركة المرور البحرية عند مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، والذي يمر من خلاله 12% من التجارة العالمية. لم تشهد السفن التجارية مثل هذه المخاطر منذ الحرب العالمية الثانية.
مصادر: حركة المرور البحرية العالمية؛ MarineTraffic؛ ACLED؛ Liveuamap
في سبتمبر 2023، وهو شهر نموذجي للشحن قبل الهجمات الجوية، مر حوالي 2000 سفينة عبر باب المندب في اتجاه واحد أو الآخر. في 19 نوفمبر 2023، استولى الحوثيون على أول سفينة لهم، Galaxy Leader. كانت السفينة ترفع علم جزر البهاما، لكن المتمردين أشاروا إلى صلاتها بملياردير إسرائيلي. احتجزوا 25 فردًا من طاقمها كرهائن.
يسيطر الحوثيون على معظم الساحل الغربي لليمن، مما يمنحهم موقعًا متميزًا للوصول إلى السفن على جانبي المضيق الضيق. تتنوع هجماتهم بين محاولات اختطاف السفن وإطلاق صواريخ من الشواطئ.
تأثير كبير على الشحن الحري
بحلول سبتمبر 2024، انخفضت أحجام الشحن عبر المضيق بأكثر من الثلثين. السفن المبحرة بين أوروبا وآسيا أُجبرت على اتخاذ مسارات أطول. وفقًا لتحليل الإيكونوميست، انخفضت أحجام الشحن عبر المضيق بمقدار الثلثين، وتغيرت جنسيات السفن، وأعيد رسم مسارات الحاويات. بلغت التكاليف الاقتصادية العالمية حوالي 200 مليار دولار في عام 2024.
وقف إطلاق النار وتأثيره المحتمل
قد يؤدي وقف إطلاق النار في غزة في 15 يناير إلى تهدئة الهجمات مؤقتًا، نظرًا لأن أحد الدوافع الحوثية المعلنة هو التضامن مع الفلسطينيين. لكن القليل من المشاركين في الأزمة يعتقدون أن التهديد الحوثي سيختفي. قدرات الحوثيين لا تزال سليمة، واليمن سيظل دولة فاشلة.
ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين
في عام 2024، أُجبرت السفن على تغيير مساراتها حول أفريقيا، مما أطال الرحلات البحرية بين آسيا وأوروبا بمقدار 3,000-3,500 ميل بحري (6,000 كيلومتر)، أو 10-14 يومًا إضافيًا.
ارتفعت تكاليف التأمين بنسبة 20 ضعفًا في البحر الأحمر، مما جعل عبور المنطقة مكلفًا جدًا. كما وصلت تكلفة إرسال حاوية واحدة من شنغهاي إلى روتردام إلى 8,200 دولار في يوليو 2024، مقارنة بـ1,600 دولار فقط في المتوسط عام 2023.
خسائر اقتصادية كبيرة
بسبب هجمات الحوثيين، أضافت تكاليف الشحن العالمية ما لا يقل عن 175 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بينما بلغت قيمة سوق الحاويات العالمي حوالي 122 مليار دولار فقط خلال نفس الفترة في 2023.
كما تكبدت مصر خسائر تُقدر بـ 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس، أي ما يعادل ثلث عجز الحساب الجاري.
رغم الجهود الدولية لاحتواء التهديد، يبدو أن الحوثيين سيواصلون استخدام البحر الأحمر كأداة ضغط اقتصادي يؤدي إلى مزيد من التكاليف على الاقتصاد العالمي في المستقبل.
the economist