الرئيسية » منوعات »
 
06 كانون الثاني 2025

فيروس HMPV.. وباء جديد أم فيروس موسمي؟

بوابة اقتصاد فلسطين

بعد مرور خمس سنوات على جائحة "كوفيد-19"، تلوح في الأفق مخاوف جديدة بسبب انتشار فيروس تنفسي يُعرف باسم "إتش إم بي في" (HMPV)، الذي يضرب شمال الصين بشدة، مستهدفًا الأطفال وكبار السن بشكل خاص. وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم تصنف الوضع كحالة طوارئ صحية عالمية، فإن تزايد حالات الإصابة دفع السلطات الصينية إلى اتخاذ تدابير استباقية، مع التأكيد على أن الفيروس يظهر عادة خلال فصل الشتاء.

ما هو فيروس HMPV؟
فيروس HMPV هو عدوى تنفسية تنتقل عن طريق الرذاذ أو ملامسة الأسطح الملوثة، ويتسبب في أعراض تشبه نزلات البرد والإنفلونزا، مثل السعال والحمى واحتقان الأنف. ولكن بالنسبة للأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، يمكن أن تتطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي. وتم التعرف على الفيروس لأول مرة في هولندا عام 2001، وغالبًا ما ينتشر خلال المواسم الباردة، وقد أصاب الكثيرين في الماضي دون إثارة الوعي العام.

كيف يتم التعامل مع الفيروس؟
أبلغت الإدارة الوطنية لمكافحة الأمراض في الصين عن ارتفاع في التهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك HMPV، مما دفعها إلى إطلاق نظام مراقبة تجريبي لتحسين الاستعداد خلال أشهر الشتاء. كما ألزمت السلطات المختبرات بالإبلاغ عن الحالات، مشيرة إلى زيادة ملحوظة في الإصابات خلال ديسمبر 2024. ومع ذلك، أكدت الصين أن الوضع الحالي أقل خطورة مقارنة بالعام الماضي. وفي الوقت نفسه، أعلنت هونج كونج عن عدد قليل من الحالات، بينما تراقب الدول المجاورة، مثل تايوان والهند، الوضع عن كثب، وسط تأكيدات من الخبراء بأنه لا داعي للذعر.

هل يمثل HMPV تهديدًا عالميًا؟
يرى خبراء الصحة أن HMPV ليس جديدًا، بل واجهته البشرية من قبل، مما وفر مستوى من المناعة لدى السكان. وعلى عكس "كوفيد-19"، الذي كان فيروسًا غير معروف من قبل، فإن HMPV يُعد ظاهرة موسمية تشبه الإنفلونزا. ويرجع تزايد الحالات الحالية إلى عودة الأنشطة الطبيعية بعد سنوات من الإغلاق بسبب الجائحة السابقة.

هل العالم مستعد لجائحة جديدة؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن جائحة "كوفيد-19" تركت أنظمة الرعاية الصحية العالمية في حالة من الهشاشة، مما يجعل الاستعداد لمواجهة أوبئة جديدة أمرًا ضروريًا. ومع ذلك، يتفق الخبراء على أن ظهور تهديدات صحية مستقبلية أمر لا مفر منه، لكن من المستحيل التنبؤ بتوقيتها أو مكانها.

بينما تستمر الصين في مراقبة الفيروس واتخاذ التدابير الاحترازية، يظل العالم في حالة تأهب وترقب، مع التركيز على الوقاية ونشر التوعية للحد من انتشار العدوى.

كلمات مفتاحية::