بوابة اقتصاد فلسطين

تشهد الأسواق العالمية انقسامات حول مستقبل الذهب والنفط والمعادن الأساسية خلال عام 2025، وسط حالة من عدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلي والسياسات الجيوسياسية. يرى بعض المحللين أن الذهب سيظل وسيلة تحوط جيدة ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية، فيما يشير آخرون إلى أن قوة الدولار الأميركي واستمرار السياسات النقدية المتشددة قد تحد من ارتفاعه.

بالنسبة إلى الذهب، تتوقع البنوك والمؤسسات الكبرى مثل "بنك أوف أميركا" و"HSBC" ارتفاع قيمته ليصل إلى 3000 دولار للأونصة بنهاية العام. هذا الارتفاع يُعزى إلى زيادة الطلب من البنوك المركزية الباحثة عن تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأميركي، بجانب ارتفاع الديون الأميركية واحتمالات التضخم. ومع ذلك، يحذر محللون في "بي إن بي باريبا" و"دي دبليو إس" من تباطؤ هذا الارتفاع خلال النصف الثاني من العام إذا استمرت السياسات النقدية الحالية.

أما النفط، فتشير توقعات "ماكواري غروب" و"يوني كريديت" إلى استمرار وجود فائض في السوق، ما سيضغط على الأسعار لتستقر عند مستويات منخفضة، حيث يُتوقع أن يتراوح سعر خام برنت بين 65 و75 دولاراً للبرميل. يرى المحللون أن هذا الاتجاه قد يستمر رغم جهود "أوبك+" لخفض الإنتاج، خاصة مع ضعف الطلب العالمي وزيادة الإنتاج من خارج المنظمة. وفي هذا السياق، تؤكد "سيتي غروب" أن النفط سيواجه تحديات إضافية مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة.

فيما يخص المعادن الأساسية، يُتوقع أن تستفيد من زيادة الطلب على البنية التحتية التكنولوجية ومشروعات تحول الطاقة. بحسب "جيفريز" و**"بنك أوف أميركا"**، فإن النحاس قد يشهد ارتفاعاً بنسبة 17% خلال العام بسبب دوره الحيوي في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات. ومع ذلك، يُحذر "جيه بي مورغان" من تقلبات قد تضرب السوق نتيجة التوترات التجارية مع الصين ورسومها الجمركية.

في سياق أوسع، يعزز العديد من المحللين مثل "شرودرز" و"إنفيسكو" أهمية الذهب كملاذ آمن، مؤكدين أنه يوفر تحوطاً فعالاً ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، بينما تظل المعادن الصناعية خياراً استراتيجياً للنمو في ظل التحولات الكبرى في الاقتصاد العالمي.

بشكل عام، تتجه الأسواق في 2025 نحو مسار معقد يجمع بين الفرص والتحديات، حيث سيبقى الأداء مدفوعاً بعوامل مثل السياسات النقدية، الطلب العالمي، والتطورات الجيوسياسية. بناءً على هذه الديناميكيات، تُوصى المحافظ الاستثمارية بمزيج من الذهب والمعادن الأساسية جنباً إلى جنب مع تنويع الأصول لضمان تحقيق التوازن والحد من المخاطر.