الرئيسية » دولي »
 
26 كانون الأول 2024

هل يضطر الفيدرالي لخفض الفائدة أربع مرات في 2025؟

بوابة اقتصاد فلسطين

بات مسار السياسة النقدية الأمريكية محلّ تساؤل كبير بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير، الذي أثار مخاوف في أوساط "وول ستريت" بشأن خفض معدلات الفائدة. كشف الاجتماع عن تباين وجهات النظر داخل لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، فيما يتعلق بأداء الاقتصاد، الحاجة إلى المزيد من خفض الفائدة، والتسارع المحتمل للتضخم.

تحول التركيز نحو السيطرة على التضخم

أشار بيان اللجنة لاجتماع ديسمبر إلى أن الفيدرالي يتجه لتغيير استراتيجيته من التركيز على البطالة إلى السيطرة على التضخم. هذه الإشارة تعزز احتمالية توقف الفيدرالي عند خفضين إضافيين في 2024، بدلاً من التخفيضات الأربعة التي كانت متوقعة سابقاً.

وبحسب التوقعات المحدثة للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، فإن احتمالية خفض الفائدة في 2025 قد تراجعت، ما يلقي الضوء على تحول السياسة النقدية نحو الحذر في التعامل مع معدلات التضخم الحالية.

أداء الاقتصاد وتوقعات يناير

في 18 ديسمبر، خفّض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بنسبة 0.25% لتصل إلى نطاق 4.25%-4.5%، كما كان متوقعاً. ولكن مع استمرار انخفاض معدلات البطالة واستقرار التضخم، يتوقع المحللون أن الفيدرالي لن يخفّض الفائدة في اجتماعه المقبل المقرر في 29 يناير.

أكدت "بيث هاماك"، رئيسة الفيدرالي في كليفلاند، أنه لا بد من إبقاء الفائدة ثابتة حتى يتوفر دليل قوي على أن التضخم يعود إلى مستهدف 2%. وأوضح "جيروم باول"، رئيس الفيدرالي، أن المرحلة القادمة ستشهد خفضاً للفائدة بوتيرة أبطأ وأكثر ارتباطاً ببيانات التضخم.

التحديات العالمية وتأثيرها على الفائدة

تشير توقعات الخبراء إلى أن سلسلة من الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية قد تُعقّد النقاش حول الفائدة الأمريكية في العام المقبل. من بين هذه التحديات:

  • السياسات الأمريكية المرتقبة: الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" يخطط لرفع التعريفات الجمركية وترحيل ملايين المهاجرين، مما قد يؤثر على الأداء الاقتصادي.
  • الفائدة الأوروبية: من المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي الفائدة 4-5 مرات في 2025، لتصل إلى نطاق 1.75%-2%.
  • التباطؤ العالمي: ركود محتمل في أكبر اقتصادات منطقة اليورو، وأزمة سياسية قد تدفع فرنسا إلى الانكماش.
  • اضطرابات الأسواق الناشئة: الفوضى الاقتصادية في البرازيل مع عجز ميزانية يبلغ 10%، والتحديات التي تواجه العملة الصينية مع نمو اقتصادي متعثر.

تدفق رؤوس الأموال وتأثيرها على سندات الخزانة

في ظل انخفاض الفائدة عالميًا، تتوقع الأسواق تدفق رؤوس الأموال إلى سندات الخزانة الأمريكية، مما سيخفض عائداتها. يرى "لويس نافيلييه"، مؤسس ومدير الاستثمار لدى "نافيلير آند أسويتشيس"، أن هذا السيناريو قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة أربع مرات في 2025 لدعم الاقتصاد الأمريكي، الذي يبقى المحرك الرئيسي للنمو العالمي.

تبدو توقعات الفيدرالي للعامين المقبلين أكثر تحفظاً مقارنة بالتوجهات السابقة. ومع وجود تحديات عالمية متزايدة، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة السياسة النقدية الأمريكية على التكيف مع تقلبات الأسواق العالمية وتوقعات التضخم المحلي.

وكالات

كلمات مفتاحية::