الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
26 كانون الأول 2024

أسطورة "سانتا كلوز": من قديس ملهم إلى وجه دعائي لكوكاكولا

بوابة اقتصاد فلسطين

من منا لا يذكر احتفالات عيد الميلاد في الصغر، وشخصية "سانتا كلوز" الحميمة التي ارتبطت بالهدايا والأجواء العائلية الدافئة؟ بابا نويل، العجوز ذو اللحية البيضاء الكثيفة والبدلة الحمراء، الذي يقال إنه يقطن في القطب الشمالي ويعرف أمنيات الأطفال السحرية، له أصول تاريخية عميقة وأسطورة تطورت على مر العصور.

الجذور التاريخية للأسطورة

تعود شخصية "سانتا كلوز" إلى القديس نيكولا (نقولا)، الذي عاش بين القرنين الثالث والرابع في ميرا ليكيا (آسيا الصغرى). عُرف القديس نيكولا بأعماله الخيرية، حيث كان يوزع المال والأيقونات على المحتاجين خفيةً. ووفقاً للتراث، كان يتميز بطول القامة ونحافة الجسد، ويرتدي ملابس بيضاء مزينة بالذهب، وفي بعض الأحيان يضيف إليها رداءً أحمر.

في القرن الخامس عشر، اكتشفت إنجلترا قصته، ومع حلول القرن التاسع عشر، أصبح "والد عيد الميلاد" بفضل أعمال أدبية مثل قصيدة كليمنت كلارك مور وقصة "A Christmas Carol" لتشارلز ديكنز، التي رسخت مكانة القديس في الثقافة الشعبية.

تحولات الصورة مع الوقت

رسام الكاريكاتير الألماني توماس ناست أضاف لمسات جديدة إلى الشخصية مستوحاة من التراث الألماني، بما في ذلك الزي المزخرف بفرو أبيض والحزام الأسود العريض. من هنا، بدأ التحول البصري للشخصية نحو مظهر "سانتا كلوز" المعروف اليوم.

كوكاكولا: بداية الأسطورة الحديثة

في ثلاثينيات القرن العشرين، أحدثت كوكاكولا تحولاً جذرياً في صورة "سانتا كلوز". في عام 1931، أطلقت الشركة حملة دعائية كبرى جعلت من سانتا كلوز الوجه الإعلاني لمشروبها الرئيسي. عهدت كوكاكولا للرسام هادون ساندبلوم تصميم صورة جديدة لسانتا، فابتكر شخصية مسنٍّ ممتلئ يرتدي زيًا أحمر متطابقًا مع اللون المميز لعلامة كوكاكولا التجارية.

رافق الحملة شعار مبتكر: "نعم، بابا نويل لا يشرب الحليب، بل كوكاكولا"، بهدف توسيع انتشار المشروب ليصبح متعة شتوية وليس فقط صيفية. سرعان ما ارتبطت صورة "سانتا كلوز" بالأعياد والهدايا، وأصبحت رواية كوكاكولا الإنسانية عن الأطفال الذين ينتظرونه ليلاً ليحصلوا على الهدايا جزءاً لا يتجزأ من أسطورة الميلاد الحديثة.

تحول من قديس إلى أيقونة تجارية

على مدى أكثر من ثلاثة عقود، رسخت كوكاكولا صورة "سانتا كلوز" بزيه الأحمر، لتصبح جزءاً من هويتها البصرية. هكذا، لم تعد أسطورة سانتا كلوز مجرد حكاية مستوحاة من القديس نيكولا، بل أصبحت مثالاً قوياً على التأثير الدعائي والثقافي في تشكيل الرموز الشعبية.

مونت كارلو الدولية

كلمات مفتاحية::