تقرير البنك الدولي يكشف حقائق صادمة عن تدهور الأوضاع في غزة والضفة الغربية
بوابة اقتصاد فلسطين
وسط أجواء الحرب والصراع المستمر في الشرق الأوسط، تعيش الأراضي الفلسطينية أزمة غير مسبوقة طالت كافة مناحي الحياة. أرقام صادمة وحقائق مريرة تعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في غزة والضفة الغربية، وفقاً لتقرير حديث أصدره البنك الدولي.
أزمة اقتصادية تخنق الحياة
الناتج المحلي الإجمالي في الأراضي الفلسطينية يشهد انهياراً غير مسبوق، حيث انكمش بنسبة 23% في الضفة الغربية و86% في غزة خلال النصف الأول من العام الجاري. وبحسب التقرير، فإن نسبة البطالة في غزة تجاوزت 80%، ما يعني أن أكثر من أربعة من كل خمسة أشخاص لا يملكون دخلاً لتأمين احتياجاتهم الأساسية. وفي الضفة الغربية، بلغت البطالة 35%، نتيجة القيود المفروضة على التنقل وتراجع فرص العمل داخل إسرائيل والمستوطنات.
أسعار تحلق فوق القدرة الشرائية
مع تفاقم الأزمة، تضاعفت أسعار المواد الغذائية بشكل هائل، حيث ارتفعت بنسبة 440%، فيما زادت أسعار الوقود بأكثر من 200%. هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة في غزة التي يعاني 91% من سكانها من انعدام حاد في الأمن الغذائي، ويواجه الآلاف منهم خطر المجاعة.
قطاع خاص مدمَّر وبنية تحتية منهارة
لم يسلم القطاع الخاص في غزة من أهوال الحرب، إذ تم تدمير 66% من المنشآت الاقتصادية بالكامل، بينما تعرضت 22% لأضرار جزئية. كما أن الدمار طال البنية التحتية للكهرباء والاتصالات، مما أدى إلى انقطاع واسع النطاق في الخدمات الأساسية، مثل الإنترنت والكهرباء، وحرم السكان من إمكانية التواصل أو الحصول على المساعدة.
كارثة إنسانية بلا حلول فورية
في الجانب الإنساني، يواجه مليون وتسعمائة ألف فلسطيني في غزة ظروفاً قاسية، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب. الأطفال والنساء الحوامل أكثر الفئات تضرراً، مع غياب التغذية الأساسية المطلوبة لنموهم وصحتهم.
السلطة الفلسطينية في أزمة مالية خانقة
على الصعيد السياسي والمالي، تعاني السلطة الفلسطينية من عجز مالي حاد بلغ 1.04 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام. الاقتطاعات الإسرائيلية من عائدات الضرائب، إلى جانب التراجع الكبير في الدعم الدولي، أجبرتها على تخفيض الرواتب العامة إلى 60-70%، مع تزايد الغموض حول قدرتها على الوفاء بالالتزامات في المستقبل.
يشدد التقرير على أهمية إنهاء الصراع كخطوة أولى نحو التعافي. كما يدعو إلى زيادة الدعم الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار. وعلى الصعيد المحلي، هناك حاجة ماسة لتعزيز الشفافية والحوكمة لضمان توزيع عادل للموارد المتاحة.
إن الوضع في فلسطين اليوم لا يمكن وصفه إلا بأنه كارثي. الصراع المستمر لا يقتل الأرواح فقط، بل يدمر الاقتصاد، ويدفع بالملايين إلى حافة المجاعة والفقر المدقع. إن الحاجة إلى التدخل الدولي أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لإنقاذ حياة الملايين وإعادة الأمل إلى هذه الأرض التي أنهكتها الأزمات.