الأسواق تترقب اجتماع الفيدرالي بشأن الفائدة.. ما هي السيناريوهات؟
بوابة اقتصاد فلسطين
تعرضت الأسواق المالية في الولايات المتحدة في مستهل هذا العام لضغوط وسط مخاوف من استمرار تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية، عقب تنامي القلق بشأن التضخم خلال الربع الأول من العام.
لكن مع تباطؤ ضغوط الأسعار، وضعف بيانات التصنيع والوظائف، تصاعدت مخاوف الركود الاقتصادي، وأنهى الفيدرالي دورة التشديد النقدي في سبتمبر، بعد خفضه لأسعار الفائدة 50 نقطة أساس.
ومع اقتراب الاجتماع الأخير للّجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لهذا العام، تتوقع الأسواق بنسبة 99% خفض صناع السياسات أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، لكن ماذا لو فاجأ البنك المركزي الأسواق بشأن تكاليف الاقتراض؟
السياسة النقدية الأمريكية من التشديد إلى التيسير
- في الفترة بين مارس 2022 ويوليو 2023، رفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة أحد عشر مرة، مما يقرب من 0%، وأبقاها عند نطاق يتراوح بين 5.25% و5.50% من يوليو 2023 إلى سبتمبر 2024.
- أظهر محضر اجتماع البنك المركزي في سبتمبر الماضي، أن أحد الأعضاء فضل خفض النطاق المستهدف لتكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس، وهي أول مرة يحدث فيها انقسام في الآراء منذ عام 2005.
- ثم خفض صناع السياسات في الولايات المتحدة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، خلال اجتماع نوفمبر، ويترقب المستثمرون الخفض الثالث خلال اجتماع الأربعاء.
هل يفاجئ الفيدرالي الأسواق؟
- تشير تعليقات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة منذ اجتماع نوفمبر بوضوح إلى انخفاض الحاجة الملحة لتخفيف السياسة، مع تبدد المخاطر السلبية على النشاط الاقتصادي والتوظيف في ظل تباطؤ التضخم.
- في حين أكد صناع السياسة بالاحتياطي الفيدرالي أنهم لا يزالون على ثقة من أن التضخم يمضي في مساره نحو مستوى 2% على أساس مستدام، فقد أشار كبار أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى "توقف مؤقت" كنتيجة محتملة للسياسة.
- منذ اجتماع سبتمبر، توقعت أسواق العقود الآجلة خفض أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2025 بنحو 100 نقطة أساس عند 3.85% (50 نقطة أساس أعلى من توقعات الفيدرالي)، وذلك مقارنة بتوقعاتهم السابقة البالغة 2.85% (أقل من توقعات الفيدرالي بنحو 50 نقطة أساس).
- أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، وهو ما يزيد على توقعات 214 ألف وظيفة، كما زاد متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.4%، مما رفع المعدل السنوي إلى 4%، وهو أيضاً أعلى من التقديرات.
- لكن في أعقاب تقرير الوظائف لشهر نوفمبر والبيانات الأخيرة الأخرى، يتساءل العديد من خبراء الاقتصاد والمشاركين في السوق عما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يثبت الفائدة في ديسمبر.
- شكك الاقتصادي "برنارد بومول" في جدوى الخطوة المقبلة للفيدرالي بالقول: "ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في نوفمبر بأسرع وتيرة في 7 أشهر، وعلى أساس سنوي، ارتفع التضخم لمدة شهرين متتاليين ويبتعد أكثر عن هدف 2%، ومع ذلك، لا يزال هناك اتفاق واسع النطاق على خفض الفيدرالي ربع نقطة أخرى!".
- فيما قال "تورستن سلوك"، كبير خبراء الاقتصاد في شركة "أبولو مانجمنت"، إن صناديق التحوط بدأت حتى في مناقشة ما إذا كانت الخطوة التالية للفيدرالي ينبغي أن تكون رفع أسعار الفائدة.
- من جهته ذكر "روبرت بروسكا"، كبير خبراء الاقتصاد في "فاو إيكونوميكس": "لا أفهم تمامًا من أين حصل الاحتياطي الفيدرالي على هذا الرأي بأن التضخم سيستمر في الانخفاض حتى مع خفض أسعار الفائدة، إنهم يفترضون أن التضخم سيختفي من تلقاء نفسه".
عودة ترامب.. هل يغير الفيدرالي مساره؟
- توقع أعضاء الفيدرالي في سبتمبر، 5 مرات خفض إجمالية تعادل 125 نقطة أساس حتى نهاية عام 2025، انخفاضًا من 6 مرات توقعوها عقب اجتماع مارس، ليصبح متوسط الفائدة 5.1% نهاية العام الجاري، و4.1% عام 2025.
- لكن عدّل صناع السياسات التسعة عشر، سواء لهم حق التصويت أو لا، توقعاتهم في سبتمبر، حيث قدّروا أسعار الفائدة عند 4.4% هذا العام، و3.4% العام المقبل.
- تترقب الأسواق بانتباه تقرير توقعات صناع السياسات الفصلي، المقرر صدوره عقب اجتماع الأربعاء، مع احتمال أن يقل معدل البطالة عن متوسط توقعات سبتمبر إلى جانب تجاوز التضخم الأساسي في نفقات الاستهلاك الشخصي ونمو الناتج المحلي الإجمالي للتقديرات السابقة، مما قد يدفع لجنة السياسات لاتباع نهج أكثر حذرًا في التيسير النقدي.
- من غير المرجح أن تتضمن التوقعات الجديدة صراحةً التحولات السياسية المتوقعة في ظل إدارة البيت الأبيض القادمة، ولكن كما حدث مع اجتماع ما بعد الانتخابات في عام 2016، من المتوقع مناقشة الآثار المترتبة على الاقتصاد الكلي والأسعار.
- استبعدت شركة "نيوفين"، التي تبلغ أصولها قيد الإدارة 1.3 تريليون دولار، سيناريو الهبوط الناعم، الذي تتجنب الولايات المتحدة فيه الركود مع انخفاض التضخم، في العام المقبل، مع توقعات بأن تمثل الرسوم الجمركية المحتملة ضغوطًا صعودية على التضخم.
- يظل التساؤل معلقًا في انتظار إجابة الفيدرالي هذا الأسبوع، هل تنهي أسعار الفائدة في أمريكا هذا العام أقل بنقطة مئوية كاملة مقارنة بمستواها قبل عام، أم يفاجئ "جيروم باول" الأسواق مع اقتراب التنصيب الرسمي لـ "دونالد ترامب" رئيسًا للولايات المتحدة، ويثبت نطاق تكاليف الاقتراض؟