سياسة ترامب الجمركية: فرصة اقتصادية جديدة لإسرائيل؟
ترجمة- بوابة اقتصاد فلسطين
مع انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت تبرز تداعيات سياسته الجمركية الجديدة التي قد تؤدي إلى ارتفاع تكلفة العديد من المنتجات الأوروبية في السوق الأمريكية. وبينما تمثل هذه الخطوة تحديًا للكثير من الدول، تشير التوقعات إلى إمكانية استفادة إسرائيل من هذه التغيرات عبر استغلال اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمتها مع الولايات المتحدة وأوروبا.
وفقًا للمحامية أييليت إسحقي، شريكة الضرائب غير المباشرة في شركة BDO، فإن إسرائيل قد تصبح بوابة استراتيجية للشركات الأوروبية التي تسعى لدخول السوق الأمريكية دون تحمل الرسوم الجمركية المرتفعة، والتي قد تصل إلى عشرات بالمئة. بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها إسرائيل مع الولايات المتحدة وأوروبا، يمكن للمنتجات الإسرائيلية الحصول على إعفاءات جمركية، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للشركات التي تبحث عن تخطيط أكثر كفاءة لسلاسل التوريد الخاصة بها.
فرص استثمارية ونقل الانتاج
تشير التوقعات إلى أن سياسة ترامب قد تدفع الشركات الأوروبية لنقل جزء من عملياتها الإنتاجية إلى إسرائيل، للاستفادة من الوضع التفضيلي الذي تمنحه الاتفاقيات التجارية. المحامي إسحقي يوضح أن إسرائيل، رغم عدم تميزها بتكاليف إنتاج منخفضة مقارنة بالدول الشرقية، يمكنها جذب الاستثمارات عبر تحقيق الحد الأدنى من عمليات الإنتاج أو المعالجة داخلها، مع التركيز على البحث والتطوير. يمكن للشركات تنفيذ عمليات إنتاج وسيطة في دول أخرى، ثم استكمال الحد الأدنى اللازم في إسرائيل للحصول على المنشأ الإسرائيلي الذي يمنح إعفاءً جمركيًا في السوق الأمريكية.
انعكاسات على قطاع "الدفاع" والصناعات الاسرائيلية
يعتقد ميلي بيتسور فارنيس، الرئيس التنفيذي لشركة تافن الاستشارية، أن خطة ترامب الجمركية قد تكون دافعًا قويًا لتعزيز صناعة الدفاع الإسرائيلية. مع توقع الشركات الأوروبية الكبيرة السعي إلى دول مثل إسرائيل التي تتمتع باتفاقيات تجارة حرة، قد تنمو حصة إسرائيل في سلسلة التوريد العالمية، خاصة في الصناعات المرتبطة بالدفاع.
على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن تحقيق هذه المكاسب يتطلب من الشركات الإسرائيلية التكيف مع متطلبات اتفاقيات التجارة الحرة، والتي تشمل قواعد صارمة حول نسبة القيمة المضافة الإسرائيلية في المنتجات المصدرة. علاوة على ذلك، قد تؤدي هذه السياسة إلى تغيير اتجاه الشركات الإسرائيلية التي كانت تخطط لنقل عملياتها الإنتاجية إلى الخارج، حيث قد تجد الآن فائدة أكبر في البقاء داخل إسرائيل للاستفادة من الإعفاءات الجمركية.
بينما تثير سياسات ترامب الجمركية قلق العديد من الدول، فإنها قد تمثل فرصة استراتيجية لإسرائيل لتعزيز مكانتها كحلقة وصل بين الأسواق الأوروبية والأمريكية. مع الدعم الحكومي المناسب والاستفادة من الاتفاقيات التجارية، يمكن لإسرائيل تحويل هذه التغيرات إلى قوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات ونقل الإنتاج، مما يعزز من مكانتها في الأسواق العالمية.
غلوبس