"جولدمان ساكس": الدولار يدخل عصر القوة الجديدة بدعم من سياسات ترامب
بوابة اقتصاد فلسطين
أشار محللو العملات في بنك "جولدمان ساكس" إلى أن الدولار الأمريكي دخل مرحلة جديدة من القوة المستدامة، مدفوعًا بخطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية مرتفعة. وشهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا منذ سبتمبر الماضي، مما دفع البنك إلى تعديل رؤيته السابقة التي توقعت انخفاضًا تدريجيًا للعملة الاحتياطية العالمية.
وأوضح فريق البنك بقيادة كاماكشيا تريفيدي في مذكرة: "لم نعد نتوقع تراجعًا واسع النطاق للدولار. الدولار سيكون أقوى لفترة أطول". وأشار الفريق إلى أن التعريفات الجمركية المتوقعة ستزيد من تكلفة الواردات، لكنها ستخفض تكلفة ممارسة الأعمال داخل الولايات المتحدة، مما يعزز من قوة الدولار على المدى الطويل.
من بين العوامل الأخرى التي تدعم هذا الارتفاع، يُرجع البنك الفضل إلى الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي وارتفاع أسعار الأصول، وهي تركيبة وصفها البنك بأنها "قوة دافعة" للدولار. ويتوقع "جولدمان ساكس" أن يرتفع مؤشر الدولار المرجح بالتجارة بنحو 3% خلال العام المقبل، مع انخفاض اليورو إلى 1.03 دولار وتراجع الين الياباني إلى 159 ينًا للدولار الواحد.
لكن القوة المتزايدة للدولار قد تضع ضغطًا كبيرًا على الدول الأخرى. ويتوقع البنك أن تتجه هذه الدول إلى التدخل لدعم عملاتها، سواء من خلال رفع أسعار الفائدة أو التدخل المباشر في أسواق الصرف الأجنبي. وأضاف التقرير أن هذه الديناميكيات قد تؤدي إلى تقلبات في سوق الصرف الأجنبي، خاصة مع مناقشة المسؤولين الأمريكيين لقوة الدولار علنًا.
رغم التفاؤل الكبير بشأن الدولار، حذر "جولدمان ساكس" من أنه من غير المرجح أن يصل الدولار إلى المستويات القياسية التي حققها في عام 2022، حيث يواجه العملة بعض المقاومة بسبب تقييماتها المرتفعة والتوقعات بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
في نهاية الأسبوع الماضي، سجل مؤشر "بلومبرغ" للدولار أطول سلسلة مكاسب منذ فبراير، حيث عزز المتداولون رهاناتهم على قوة الدولار في أعقاب انتخاب ترامب. ومع ذلك، أشار البنك إلى أن استمرار هذه القوة قد يؤدي إلى تدخلات جديدة في الأسواق العالمية، مما يجعل السنوات القادمة مليئة بالتحديات الاقتصادية.
الدولار القوي يبدو وكأنه سلاح ذو حدين؛ فهو يعكس قوة الاقتصاد الأمريكي، ولكنه قد يعمق التحديات التي تواجه الاقتصادات الأخرى، خاصة تلك التي تعتمد على العملات الأضعف. يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر هذه الحقبة الجديدة من قوة الدولار أم أن الرياح قد تحمل تغييرات غير متوقعة؟
وكالات