هآرتس: الجيش الإسرائيلي يوسع وجوده في غزة بأعمال بنية تحتية طويلة الأمد قد تمتد حتى 2026
بوابة اقتصاد فلسطين
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مشاريع بنية تحتية واسعة ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة، تشمل توسيع الشوارع وتحويل بعض المناطق إلى مواقع عسكرية ثابتة، مع تزايد الحديث عن خطط للبقاء طويل الأمد في القطاع. وتشمل هذه المشاريع إنشاء طرق رئيسية عريضة تصل إلى مناطق كانت تضم مستوطنات قبل انسحاب عام 2005، إلى جانب بنية تحتية شاملة تضم شبكات للمياه والكهرباء والاتصالات.
مشاهد تعيد إلى الأذهان ماضي القطاع تحت الاحتلال
يتحرك الجيش الآن بشكل واسع في محاور رئيسية مثل "نيتساريم" و"كيسوفيم"، حيث يتم إعداد مناطق واسعة لتكون بمثابة "جيوب عسكرية". وأفاد ضباط إسرائيليون أن هذه الأعمال لن تكون مؤقتة، وأن الجيش سيبقى على الأرجح حتى 2026، مما يعيد إلى الأذهان مشاهد غزة قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.
تهجير سكان شمال القطاع وبناء مناطق عازلة
أشارت الصحيفة إلى أن هذه المشاريع أدت إلى إخلاء شمال القطاع تقريباً، حيث تم تهجير ما يقارب نصف مليون فلسطيني كانوا يعيشون هناك. وبحسب ضباط إسرائيليين، يتم تجريف المباني في هذه المناطق بشكل ممنهج، ويُستخدم القصف المدفعي لدفع السكان جنوباً، ما يزيد من معاناتهم اليومية خاصة مع قرب فصل الشتاء.
مخاوف دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية
أعرب مسؤولون في الإدارة الأميركية، حسبما ذكر التقرير، عن قلقهم من تدهور الأوضاع الإنسانية، وحذرت منظمات إغاثة دولية من نقص حاد في الإمدادات الأساسية وازدياد خطر المجاعة. يعيش السكان القليلون المتبقون في بيوت مدمرة أو شبه مدمرة وسط ظروف معيشية كارثية.
أهداف البنية التحتية طويلة الأمد
أوضح ضباط إسرائيليون أن هذه المشاريع ليست مؤقتة، بل تهدف إلى تعزيز الوجود الإسرائيلي في القطاع عبر إنشاء ممرات رئيسية أشبه بالمعابر الحدودية. وذكر أحد الجنود أنه لم يعد هناك منازل قائمة في بعض مناطق غزة، مع توسيع المحاور إلى عدة كيلومترات لتصل إلى مواقع استيطانية سابقة.
تشير هذه المشاريع إلى تغيير جذري في الواقع اليومي لسكان غزة، حيث أصبح تهجير السكان وإقامة البنية التحتية العسكرية جزءًا من حياتهم. وفي ظل التحذيرات الدولية، يبقى مصير الآلاف من المدنيين معلقًا بين نزوح قسري وظروف معيشية قاسية، وسط صمت دولي عن التداعيات الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.