فوز ترامب يدفع الأسواق للارتفاع وسط تباين ردود الفعل بين القطاعات الاقتصادية
بوابة اقتصاد فلسطين
شهدت الأسواق العالمية رد فعل إيجابيًا فور الإعلان عن فوز دونالد ترامب بولاية ثانية. وعلى عكس التوقعات القاتمة التي رافقت انتخابه الأول في عام 2016، حققت الأسواق مكاسب ملحوظة في المدى القريب. وسجل مؤشر "داو جونز" ارتفاعًا بنسبة 3.6% يوم الأربعاء، محققًا أفضل أداء له منذ أكثر من عامين، فيما زاد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 2.5%، وقفز مؤشر "راسل 2000" بنسبة 6%. من ناحية أخرى، تراجعت أسعار النفط بنسبة 3% قبل أن تستعيد بعض مكاسبها، في حين شهد مؤشر الخوف (VIX) انخفاضًا بأكثر من 20% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر.
المستفيدون: القطاع المالي والطاقة التقليدية
ارتفعت أسهم القطاعات المالية والطاقة التقليدية بشكل ملحوظ، حيث يُتوقع أن تستفيد هذه القطاعات من سياسات ترامب الداعمة لتخفيض الضرائب وتقليل التنظيمات. وأوضح جلعاد قيصر، مدير الأسهم الأجنبية في شركة مجدال للتأمين، أن "عودة ترامب جيدة لسوق رأس المال الأمريكي"، حيث قد يسهم خفض ضريبة الشركات في زيادة ربحية الشركات المالية مثل جي بي مورغان وبنك أوف أميركا وسيتي بنك التي سجلت ارتفاعات تتراوح بين 8% و13%.
كما برز قطاع الطاقة التقليدية بقوة، حيث سجل مؤشر قطاع الطاقة (XLE) قفزة بنسبة 4% بقيادة شركات مثل شيفرون وإكسون موبيل، مما يعكس دعم ترامب لهذه الصناعة عبر سياسات تشجع على الحفر المحلي وتقليل القيود البيئية، بهدف تعزيز استقلال الطاقة الأمريكي.
القطاعات الخاسرة: الطاقة المتجددة والقنب
في المقابل، شهدت أسهم شركات الطاقة المتجددة انخفاضات حادة مع إعلان فوز ترامب، حيث خسر مؤشر القطاع نحو 11%. وجاء هذا التراجع نتيجة توقعات بتراجع الدعم الحكومي لمشاريع الطاقة المتجددة، إذ يخطط ترامب لتحويل الأموال المخصصة لهذه المشاريع إلى مشاريع البنية التحتية التقليدية. من أبرز الشركات المتضررة كانت شركة Solaredge الإسرائيلية التي تراجعت أسهمها بنسبة 22%، وشركات أخرى مثل Sunrun وFirst Solar.
كما تأثرت صناعة القنب الطبي التي كان يُتوقع أن تستفيد من فوز كامالا هاريس. وانهار مؤشر MSOS للقنب بنسبة 28%، وتراجعت أسهم شركة Tilray بنحو 13%، إذ ينظر إلى ترامب كأقل دعمًا لهذه الصناعة.
توقعات على المدى الطويل
مع فوز ترامب، تتجه الأنظار إلى سياسات الاقتصاد الأمريكي وتأثيرها على التضخم وأسعار الفائدة، حيث ارتفعت عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات إلى 4.4%، مما يعكس مخاوف من تباطؤ في خفض أسعار الفائدة. من المتوقع أن تؤثر هذه التحولات في الأسواق المالية على الصعيدين المحلي والدولي، مع استمرار الاهتمام بتداعيات سياسة ترامب الاقتصادية على المدى الطويل.
غلوبس