عنف المستوطنين يعمّق أزمة الأمن الغذائي للتجمعات المهجّرة في الضفة الغربية
بوابة اقتصاد فلسطين
استغل الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة والانشغال الإعلامي بمشاهد الدمار، لتوسيع استيطانه في الضفة الغربية، خاصة في المناطق المصنفة "ج" وفقًا للاتفاقيات الدولية، من خلال مصادرة المزيد من الأراضي وإقامة بؤر استيطانية جديدة. ومنذ بدء هذه الحملة، أطلقت منظمات حقوقية نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لوقف موجة العنف المتصاعدة التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسريًا.
شهد موسم الزيتون الماضي حوادث عنف غير مسبوقة، حيث تعرّض العديد من المزارعين للاعتداء الجسدي أثناء قطف ثمارهم، كما قام المستوطنون بتخريب مساحات واسعة من الأراضي الزراعية من خلال تكسير وحرق الأشجار، بل وقطعوا جذوعها بالمنشار وسرقوا ثمار الزيتون. منعت قوات الاحتلال المزارعين من دخول أراضيهم لأيام عديدة خلال الموسم، مما أثّر بشكل كبير على سبل العيش والأمن الغذائي لمئات العائلات التي تعتمد على موسم الزيتون لتأمين احتياجاتها الأساسية.
ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، فقد ارتفع عدد اعتداءات المستوطنين منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 وحتى منتصف العام 2024، مسجلة أكثر من 440 اعتداء. شملت هذه الهجمات اقتلاع الأشجار وتدمير المحاصيل وسرقة الإنتاج، مما حرم نصف المزارعين من فرصة جني محاصيلهم.
وتمتد آثار العنف لتشمل تهجيرًا قسريًا لعائلات فلسطينية، إذ تعرضت 134 منشأة للتدمير وشُرد 322 شخصًا، فيما تأثر نحو 421 فردًا من أفراد التجمعات البدوية بعنف الاحتلال. وبحسب بيانات مؤسسة "بتسيلم"، فقد تم تهجير 18 تجمعًا وعائلة، تضمنت 157 عائلة بعدد إجمالي بلغ 1056 فردًا، بينهم 398 طفلًا.
تشير التقارير إلى أن المستوطنين مارسوا أساليب ترهيبية متكررة لحرمان الفلسطينيين من موارد عيشهم، مثل منع وصول صهاريج المياه وقطع الكهرباء عن التجمعات السكنية، كما حدث في منطقة "خربة عين الرشاش"، حيث منع المستوطنون نقل المياه، مما اضطر الأهالي لنقل 1500 رأس من الأغنام إلى أراضٍ بعيدة. واستمر هذا النهج من العنف في "خربة الرذيم" جنوب الخليل، حيث أغلق المستوطنون الطريق المؤدي إلى منازل العائلات، وقطعوا أنابيب المياه وكوابل الكهرباء، مما أجبرهم على الإخلاء.
لا تقتصر آثار العنف على الخسائر المباشرة، بل يمتد أثره ليهدد سبل العيش وموارد الرزق، حيث تقلصت الأنشطة الاقتصادية التقليدية، مثل الزراعة وتربية المواشي، نتيجة التهديد المستمر، وارتفعت تكاليف الإنتاج، مما دفع العديد منهم لترك الزراعة.
أدت هذه الظروف إلى تدهور الأمن الغذائي في التجمعات المهجرة، نتيجة فقدان الوصول للغذاء أو الموارد اللازمة لإنتاجه، فضلًا عن تأثير النزوح المتكرر في صعوبة الحصول على الغذاء وإعداده بشكل صحي، مما يزيد من معاناة هذه العائلات التي تجد نفسها في حالة من الاضطراب الغذائي والمعيشي المتواصل.
نشرة انعدام الأمن الغذائي/ماس