تداعيات فوز دونالد ترامب على فلسطين والسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
بوابة اقتصاد فلسطين
نظّم مركز الأبحاث الفلسطيني طاولة مستديرة ناقشت بشكل شامل السيناريوهات المتوقعة في حال فوز دونالد ترامب وتأثيرات ذلك على القضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط. وركّزت المناقشات على عدة محاور رئيسية تتعلق بتوجهات ترامب المحتملة نحو التطبيع العربي الإسرائيلي، حل الدولتين، والسياسات الخارجية، إضافة إلى مواقف الولايات المتحدة من المؤسسات الدولية، مثل الأونروا ومحكمة الجنايات الدولية، مع تقديم توصيات مهمة لمواجهة التحديات المستقبلية.
الوضع الراهن للانتخابات الأمريكية والسياسة تجاه الشرق الأوسط
تشير المناقشات إلى أن تركيز الحملات الانتخابية الأمريكية الحالية، سواء لترامب أو هاريس، يميل نحو القضايا الداخلية. لكن مع تزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا الصراعات في فلسطين ولبنان واليمن، قد يكون لهذه التطورات تأثير على الناخبين في الولايات المتأرجحة، خاصة الولايات ذات الكثافة السكانية العربية والمسلمة مثل ميشيغان، مما قد يؤثر على فرص المرشحين.
على صعيد السياسة الخارجية، يبدو أن ترامب وهاريس يتفقان في هدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. إلا أن موقفيهما تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مختلفان. فبينما تركز هاريس على الدعوة لوقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، يدعم ترامب إسرائيل دعمًا مطلقًا ويعتبر تحقيق انتصارها أولوية.
السياسات المحتملة في حال فوز ترامب
إذا فاز ترامب، من المتوقع أن تتبنى إدارته سياسات تتسم بالتشدد والعدوانية تجاه المنظمات الدولية الداعمة للفلسطينيين، وقد يسعى لتطبيق إجراءات صارمة ضد وكالة الأونروا، وقطع الدعم الأمريكي عنها، وربما يتجه نحو إغلاقها تمامًا. وقد يؤدي هذا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية، حيث يعتمد ملايين اللاجئين الفلسطينيين على خدمات الأونروا في مجالات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية.
دعم إسرائيل وتعزيز "اتفاقات أبراهام"
من المرجح أن يواصل ترامب الدفع نحو تطبيع أوسع بين إسرائيل والدول العربية، في إطار "اتفاقات أبراهام"، وقد يعزز هذه العلاقات دون اشتراط تقديم أي تنازلات للفلسطينيين. وتشير المناقشات إلى أن ترامب سيعمل على توسيع نطاق إسرائيل على حساب الضفة الغربية عبر دعم المستوطنات وتشجيع سياسات الضم. وتعد هذه الخطوات بمثابة ضربة قوية لحل الدولتين الذي طالما كان في قلب الجهود الأمريكية لتحقيق السلام.
تأثير فوز ترامب على التطبيع السعودي-الإسرائيلي
بالنسبة للعلاقات السعودية الإسرائيلية، من المتوقع أن تظل السعودية متمسكة بشروط معينة، مثل الحصول على برنامج نووي مدني يماثل البرنامج الإيراني واتفاقية تعاون دفاعي مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دعم تأسيس دولة فلسطينية. إلا أن ترامب قد يسعى لتحقيق التطبيع دون تقديم هذه التنازلات الكبيرة للسعوديين، وقد يعتمد على ضغوط كبيرة لدفع السعودية إلى قبول تطبيع دون استجابة لهذه الشروط.
التغييرات المحتملة في الشرق الأوسط
ينبغي توقع تغييرات دراماتيكية في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة، بما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة. في لبنان، قد يسعى ترامب أو حلفاؤه لدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بعد تعديله، وترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وقد تفضي هذه السياسات إلى فرض رئيس لبناني جديد يتماشى مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية، مما سيؤدي إلى تحول كبير في العلاقات داخل الساحة اللبنانية.
التبعات على الجبهة الفلسطينية الداخلية
تشير المناقشات إلى أن فوز ترامب سيشكل ضغطًا على الفلسطينيين لتعزيز وحدتهم الداخلية، خاصة بين حركتي فتح وحماس، لمواجهة أي إجراءات جديدة. ويرى المحللون أن التوجه الأمريكي سيضغط على الفلسطينيين لقبول واقع جديد قد يُضعف قدرتهم على مواجهة التوسع الإسرائيلي. وبحسب المشاركين، يتطلب الوضع الحالي تبني استراتيجيات فلسطينية موحدة والتأكيد على أهمية توحيد الصف الداخلي لتعزيز القدرة على التصدي لأي مخططات خارجية تهدد الحقوق الفلسطينية.
توصيات لتعزيز الصمود الفلسطيني ومواجهة التحديات
يعد فوز ترامب المحتمل بمثابة تهديد حقيقي للحقوق الفلسطينية، حيث يضع القضية الفلسطينية أمام تحديات كبيرة تتمثل في تزايد الدعم الأمريكي لإسرائيل، وتجاهل المطالب الفلسطينية. لذلك، ينبغي على الفلسطينيين تعزيز وحدتهم الداخلية، وتطوير استراتيجية شاملة لمواجهة المرحلة المقبلة، والتعاون مع الدول العربية المؤيدة للحقوق الفلسطينية لتحقيق أكبر قدر من الدعم والتأييد الدولي.