قصة نجاح "ستانلي": كيف أعادت أكواب كوينشر إحياء علامة تجارية عمرها 111 عامًا
بوابة اقتصاد فلسطين
من مجرد حافظة للمياه، أصبحت أكواب "ستانلي كوينشر" رمزًا للمكانة الاجتماعية والانتماء، وجذبت شعبية واسعة تجاوزت حدود الولايات المتحدة لتصل إلى العالم بأسره. بفضل هذا المنتج، أعادت "ستانلي" تشكيل مسارها، محولة شركة عمرها قرن من الزمان إلى واحدة من أكثر العلامات التجارية انتشارًا بين الشباب.
تأسست "ستانلي" عام 1913 على يد ويليام ستانلي الابن، الذي ابتكر تقنية القوارير المفرغة من الهواء المصنوعة من الفولاذ، والتي تتميز بالعزل الحراري للحفاظ على سخونة السوائل وبرودتها لفترات طويلة. خلال السنوات، تنوعت منتجات الشركة لتشمل حافظات الطعام وأكواب الشرب، لكنها ظلت تسعى لتلبية احتياجات المستهلكين المتغيرة دون التخلي عن جوهرها.
على مدى السنوات الأخيرة، وسعت "ستانلي" خط إنتاجها ليشمل مجموعة واسعة من الأكواب الحرارية المتنوعة من حيث الألوان والتصميمات. رغم أن فكرة الأكواب الحرارية ليست جديدة، إلا أن أكواب "كوينشر" نجحت في أن تصبح الأكثر شهرة ومبيعًا بفضل تصميمها الفريد، حيث جاءت بقاع نحيف يناسب حاملات الأكواب في السيارات، مما يجعلها ملائمة للاستخدام اليومي.
وفي عام 2016، أطلقت "ستانلي" كوب "كوينشر"، الذي سرعان ما أصبح من أكثر المنتجات مبيعًا للشركة. وفي عام 2022، طرحت الشركة نسخة معاد تصميمها من الكوب، ما ساهم في تحقيق إيرادات بلغت 402 مليون دولار. وبحلول عام 2023، وصلت مبيعات الشركة إلى 750 مليون دولار، مقارنة بمتوسط سنوي قدره 70 مليون دولار قبل عام 2020.
مع تعيين "تيرينس رايلي" كرئيس تنفيذي للشركة في عام 2020، شهدت "ستانلي" تحولاً استراتيجياً. رايلي، الذي كان له دور بارز في تحول علامة "كروكس"، قاد "ستانلي" لاعتماد استراتيجيات تسويقية مبتكرة، مع التركيز على طول العمر والتأثير الإيجابي على حياة المستخدمين. وكانت هذه الاستراتيجية هي القوة الدافعة وراء ارتفاع مبيعات "كوينشر" إلى قمة المنتجات الأكثر مبيعًا للشركة.
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي، وبالأخص "تيك توك"، دورًا كبيرًا في زيادة شهرة أكواب "ستانلي". أصبح الكوب حديث الساعة على منصات التواصل، حيث حققت الفيديوهات الترويجية لمليارات المشاهدات، وأدت إلى جذب الأجيال الشابة نحو العلامة التجارية، في تجربة تسويقية لم تحدث من قبل لشركة ذات تاريخ طويل في مجال حاويات المشروبات.
يقول تشارلز ليندسي، أستاذ التسويق، إن الرغبة البشرية في تجربة الأشياء الجديدة والخوف من تفويت الفرص هي عوامل أساسية تسهم في شعبية المنتجات. كما يشير محلل من شركة الأبحاث "سيركانا" إلى أن سوق زجاجات المياه شهد نمواً بنسبة 21% في العام الحالي، متأثراً بالنجاح الكبير الذي حققته "ستانلي".
تأثير "ستانلي" تجاوز منافسيها، إذ أصبحت مثالاً يحتذى به، مما ألهم علامات تجارية أخرى لتطوير منتجات مشابهة. لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر "ستانلي" في تعزيز شعبيتها وسط هذا الزخم، أم أن هذه الطفرة مؤقتة وستتراجع بمرور الوقت؟
بينما تواصل "ستانلي" تحقيق نمو ملحوظ في جميع أسواقها الدولية وتوسع تعاوناتها مع شركات كبرى مثل "باربي"، تسعى الشركة لتحقيق استدامة نجاحها من خلال التركيز على الجودة والابتكار. ويبدو أن هدف "ستانلي" ليس فقط إحداث ضجيج قصير الأمد، بل تحقيق تأثير دائم على حياة مستخدميها.
قصة نجاح "ستانلي" هي نموذج يُظهر كيف يمكن لشركة عمرها قرن من الزمان أن تعيد اختراع نفسها وتواكب العصر، متجاوزة الحدود الجغرافية والثقافية، لتصبح رمزًا عصريًا ومحبوبًا لدى المستهلكين حول العالم.
أرقام