بوابة اقتصاد فلسطين

التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية ظاهرة حتمية في عالم الاستثمار، قد تسبب بعض القلق والاضطراب للمستثمرين. . فيما يلي بعض النصائح العملية التي ننصح باتباعها خلال الفترات التي تشهد تقلبات شديدة:

لا تتسرع في البيع عند انخفاض الأسعار
عند انخفاض مؤشرات السوق، قد نشعر برغبة في بيع استثماراتنا بشكل سريع، لكن التسرع في اتخاذ قرارات مبنية على تقلبات السوق اللحظية قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة. ينصح بالحفاظ على الهدوء والالتزام بخطط استثمارية طويلة الأمد، مع تذكر أن الأسواق، رغم تقلبها، تميل تاريخياً إلى التعافي. الصبر والحفاظ على الاستثمارات قد يكون خياراً حكيماً، ومع ذلك، يجب تقييم الاستثمارات بشكل دوري لضمان توافقها مع الأهداف المالية.

احتفظ برؤية طويلة الأجل
الأسواق عادة ما تشهد دورات هبوط وصعود. الدروس التاريخية تشير إلى أن فترات الاضطرابات الاقتصادية قصيرة الأجل مقارنةً بفترات النمو الأطول. لذلك، يجب أن يركز المستثمرون على أهدافهم الاستثمارية طويلة الأمد، متجاهلين تقلبات السوق اليومية. من الصعب تحديد التوقيت الأمثل لدخول أو الخروج من السوق، لذا يُفضل الالتزام بخطة استثمارية واضحة والصبر في فترات الانكماش.

قيِّم قدرتك على تحمل المخاطر
التقلبات السوقية تمثل اختباراً لقدرة المستثمر النفسية والمادية على تحمل الخسائر. يمكن استغلال هذه الفترات لتقييم مدى تحملك للمخاطر وقدرتك على التعامل مع التقلبات الحادة بهدوء. كما يُنصح بالتأكد من توفر السيولة الكافية لتغطية النفقات اليومية والطوارئ، وتجنب المخاطرة بأموال قد تحتاج إليها على المدى القريب.

تنويع المحفظة الاستثمارية هو مفتاح الأمان
التقلبات تكشف نقاط الضعف في المحافظ غير المتنوعة. لذا، من الضروري مراجعة المحفظة الاستثمارية وتحديثها للتأكد من تنوع أصولها بما يتماشى مع الأهداف الطويلة الأجل. ينصح بأن تحتوي المحفظة على مزيج متوازن من الأسهم، السندات، والأصول النقدية لتحقيق الاستقرار في مواجهة التقلبات السوقية.

استثمر في الأصول الآمنة
إذا كنت تخطط لاستخدام أموالك قريباً، فمن الحكمة تخصيص جزء منها في استثمارات أكثر أماناً كالسندات الحكومية أو النقدية التي تتميز بأنها أقل عرضة للتغيرات المفاجئة في القيمة، مما يضمن الحفاظ على قيمة الأموال وحمايتها من الخسائر المحتملة.

قم بإعادة توازن محفظتك بشكل دوري
مع تقلبات السوق، قد تنحرف نسبة تخصيص الأصول في المحفظة عن الهدف الأصلي. من المستحسن إعادة التوازن بشكل دوري عبر بيع الأصول التي زادت قيمتها وشراء تلك التي انخفضت، للحفاظ على توزيع متوازن.

تداول بحذر خلال الفترات المتقلبة
إذا كان التداول ضرورياً خلال التقلبات، يفضل تجنب التداول في الساعات الأولى أو الأخيرة من جلسة التداول، حيث تكون الأسواق أكثر تقلباً. يمكن أيضاً استخدام استراتيجيات تقسيم الأوامر عبر تنفيذ عمليات البيع والشراء على مراحل، مما يسهم في إدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية.

راجع أهدافك المالية بصفة دورية
قد تتطلب الخطط المالية طويلة الأمد إعادة تقييم شاملة في ظل التقلبات المتزايدة. إذا كنت على أعتاب التقاعد، فقد يكون من الحكمة توزيع الأصول بما يمنحك استقراراً أكبر. أما إذا كنت في بداية المسيرة الاستثمارية، فالتقلبات قد توفر فرصاً لتحقيق مكاسب مستقبلية. من الضروري التأكد من أن الاستثمارات تعكس التطلعات والأولويات الحالية.

لا تتجاهل إدارة السيولة
في الأوقات المضطربة، قد تحتاج إلى سيولة نقدية فورية لتلبية احتياجات طارئة. لذا، يُنصح بالاحتفاظ بجزء من المحفظة في أصول سائلة، مثل النقد وصناديق سوق المال، أو السندات القصيرة الأجل التي يمكن الوصول إليها بسهولة دون التعرض لتقلبات حادة. يوفر هذا الجزء مرونة للتعامل مع الظروف الطارئة دون تصفية استثمارات طويلة الأمد بأسعار منخفضة.

استفد من الفرص
التقلبات قد توفر فرصاً للمستثمرين الأذكياء؛ فقد تُتاح الفرصة لشراء أسهم جيدة بأسعار منخفضة. إذا كانت لديك خطة واضحة، فقد تكون هذه هي اللحظة المناسبة لزيادة الاستثمارات في شركات قوية، مع التأكد من دراسة أي استثمار جيداً قبل اتخاذ القرار.

التحلي بالانضباط
الانضباط يعد من العوامل المهمة للنجاح خلال تقلبات الأسواق. من السهل الانجراف وراء العواطف عند رؤية انخفاض حاد في الأسعار، لكن التحلي بالهدوء واتخاذ قرارات مدروسة بناءً على الاستراتيجية المالية طويلة الأمد هو ما يميز المستثمر الناجح.

التقلبات في الأسواق المالية حتمية، والمفتاح هو كيفية استجابتنا لهذه التقلبات. التركيز على الخطط المالية الطويلة الأمد، وتنويع المحفظة، والتحلي بالانضباط، يمكن أن يساعد على البقاء في المسار الصحيح وتحقيق الأهداف المالية، على الرغم من التقلبات. التغيرات المؤقتة في السوق ليست بالضرورة مؤشر على كارثة؛ إنها جزء من رحلة الاستثمار التي تتطلب التحلي بالصبر والحكمة.

المصدر: ارقام