الرئيسية » في دائرة الضوء » الاخبار الرئيسية »
 
13 تشرين الأول 2024

"البوابة" تكشف عن تكبد التجار 27 الف شيكل لإدخال شاحنة وحمايتها إلى القطاع المدمر

بوابة اقتصاد فلسطين

إسلام راضي- غزة

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة تدهورًا غير مسبوق في الأوضاع الاقتصادية، الاجتماعية، والإنسانية.

ومع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وفرض قيود صارمة على إدخال السلع والبضائع، ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني، وزادت معاناة السكان.

وفي هذا التقرير المفصل، نلقي الضوء على تأثير الحرب على الأوضاع المعيشية والإنسانية والاقتصادية في غزة مع عرض إحصائيات دقيقة حول آثار الصراع المستمر.

الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار

خلال العام الماضي، شهدت أسعار السلع الأساسية في قطاع غزة ارتفاعًا كبيرًا، وصل إلى 500% مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع تشمل القيود التي فرضتها إسرائيل على دخول البضائع إلى غزة عبر المعابر الحدودية، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد المتبقي لدخول السلع إلى القطاع.

على سبيل المثال، يضطر التجار لدفع ما يقارب 15,700 شيكل (ما يعادل 4,500 دولار أمريكي) مقابل إدخال شاحنة بضائع واحدة إلى غزة، بالإضافة إلى ذلك، يلزم التجار دفع تكاليف حماية الشاحنات من السرقات والسطو المسلح، والتي تتراوح بين 8,000 إلى 12,000 شيكل لكل شاحنة لوصولها إلى مخازن التجار في خانيونس او دير البلح جنوب القطاع، هذه التكاليف الإضافية تزيد من أعباء التجار، وتنتقل مباشرة إلى المستهلك النهائي، مما يرفع الأسعار بشكل جنوني.

تأثير الحرب

منذ بدء الصراع، فرضت إسرائيل قيودًا مشددة على دخول العديد من الأصناف التجارية إلى القطاع، بما في ذلك الدخان ومشتقاته، المشروبات الغازية، الشوكولاتة، مواد التنظيف، واحتياجات الأطفال مثل الحفاضات والملابس، ونتيجة لذلك، ارتفع سعر زجاجة الشامبو من 8 شواكل قبل الحرب إلى 60 شيكل بعد اندلاع الصراع.

كما ارتفعت أسعار الملابس الشتوية للأطفال إلى أكثر من 100 شيكل للقطعة الواحدة، ونتيجة لهذه الارتفاعات في الأسعار، اضطر العديد من المواطنين إلى اللجوء إلى شراء المنتجات المحلية أو المستعملة، حيث أصبحت الأسعار خارج نطاق القدرة الشرائية لمعظم الأسر.

وفي مقابلة مع ( أبو رامي) صاحب نقطة بيع منظفات في منطقة مواصي خانيونس حيث تكتظ بعدد كبير من للنازحين والخيام أكد أن الأسعار ليست في متناول المواطنون وأنهم يضطروا لشراء المنتجات المصنوعة يدويا ومحليا لأنها أوفر مشيرا إلى أن مبيعاتهم قليلة جدا بالنسبة لعدد النازحين.

من جهة أخرى أكد المواطن يوسف محمد وهو أب لخمسة أطفال أنه لا يقدر على شراء الملابس الجديدة بسبب سعرها الباهظ

لذا اضطر إلى شراء الملابس من محلات الملابس المستعملة بأسعار معقولة لكي يلبي احتياجات اطفاله وعائلته.

تفاقم الأوضاع الإنسانية

الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تفاقمت بشكل ملحوظ بعد مرور عام على الحرب، حيث يعيش أكثر من 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة تحت الحصار، وتعتمد 70% من الأسر على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية والإغاثية.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر.

إضافة إلى ذلك، ارتفعت معدلات البطالة إلى 50% نتيجة لتدمير العديد من المنشآت الاقتصادية والتجارية بفعل القصف الإسرائيلي، ومعظم العاملين في القطاع الخاص فقدوا وظائفهم بسبب تدمير المصانع والمرافق الحيوية، مما زاد من اعتماد الأسر على المساعدات.

الأوضاع الصحية والإنسانية

في ظل الظروف المعيشية الصعبة، تعاني المستشفيات في غزة من نقص حاد في الإمدادات الطبية بسبب الحصار، ومع استمرار العمليات العسكرية والقصف اليومي، يواجه القطاع الصحي تحديات كبيرة في التعامل مع العدد الهائل من المصابين.

وقد تجاوز عدد الجرحى منذ بداية الحرب 100,000 شخص، بينما بلغ عدد الشهداء أكثر من 42,175 وفقًا لآخر الإحصاءات، اضافة إلى الذين مازالوا مفقودين تحت الأنقاض.

أما عدد النازحين، فقد تجاوز مليون ونصف شخص، هؤلاء النازحون يعيشون في ظروف قاسية في مراكز الإيواء والمدارس، حيث تفتقر هذه المراكز إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة مثل الماء النظيف والصرف الصحي، مما يعرض السكان لأمراض وأوبئة محتملة.

التأثير النفسي والاجتماعي للحرب

لم يقتصر تأثير الحرب على الجانب الاقتصادي والإنساني فحسب، بل امتد ليشمل الجانب النفسي والاجتماعي، ومع استمرار القصف، يعاني السكان من صدمات نفسية عميقة بسبب فقدان أحبائهم وتدمير منازلهم ومصادر رزقهم.

وتشير التقارير إلى أن 15% من سكان غزة يفكرون في الهجرة أو مغادرة البلاد إذا أتيحت لهم الفرصة، بسبب اليأس الذي يشعرون به نتيجة للأوضاع الصعبة.

كما أن العائلات الفلسطينية التي فقدت منازلها وأعمالها تجد نفسها غير قادرة على العودة إلى حياتها الطبيعية، ومع تزايد عدد الأيتام والأرامل، يواجه المجتمع تحديات كبيرة في توفير الدعم والرعاية لهؤلاء الضحايا.

الأرقام والإحصائيات الكارثية

بحسب التقارير الأخيرة، تجاوزت تكلفة الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر 10 مليارات دولار أمريكي، كما بلغت أعداد النازحين أكثر من 1.5 مليون شخص، فيما بلغ عدد الشهداء أكثر من 41,000 شخص، وعدد الجرحى أكثر من 100,000 شخص.

تدخل دولي عاجل

بعد مرور عام كامل على الحرب الإسرائيلية على غزة، أصبح من الواضح أن القطاع يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتطلب هذه الأزمة تدخلًا دوليًا عاجلًا لرفع الحصار وتقديم الدعم الإنساني والمالي للقطاع، فضلاً عن الحاجة إلى إيجاد حل سياسي ينهي هذا الصراع المستمر.

من دون تدخل دولي حقيقي وفعال، ستستمر معاناة سكان غزة، الذين يعيشون في ظروف مأساوية بلا أمل في تحسن الأوضاع في المستقبل القريب.

كلمات مفتاحية::