الرئيسية » الاخبار الرئيسية » ريادة »
 
11 أيلول 2024

إسلام الخالدي: نازحة من غزة تتحول من صحفية إلى صانعة مخبوزات لمواجهة الحرب

حسناء الرنتيسي/ بوابة اقتصاد فلسطين

إسلام الخالدي، صحفية فلسطينية من غزة وأم لطفلين، سلبها العدوان المتواصل على قطاع غزة بيتها وسكينتها، وهي التي عملت في مجال الإعلام لأكثر من ثماني سنوات، لكنها الآن تواجه التحدي الأكبر في حياتها، حيث تحاول حماية طفليها من مشاهد الحرب والدمار المستمرة، كما وتحاول النهوض مجددا بعمل تكرس فيه شغفها الملطخ بضوضاء الحرب.  

من نزوح لنزوح، وصلت لنزوحها الخامس في حي سكني غرب مدينة أصداء "خانيونس، في منطقة "انسانية"، حددها الاحتلال كذلك رغم أنها لا تمت للإنسانية بصلة، حيث لا أمن ولا أمان، بل هي أكثر منطقة تعرضت للقصف في فترة ما، فقد نجت اسلام وعائلتها من قصف أوقع مجزرة لسكان الخيام المجاورة.

من حلم "فتفوتة" إلى الكفاح اليومي

"فتفوتة" كانت الحلم حين كان الحلم ممكنا قبل الحرب، كانت تسعى من خلاله اسلام لتحقيق ذاتها كما تقول، التصور كان مكانا يؤمه الزوار من كل صوب، تقف فيه اسلام وسط عدد من الطهاة تدير تحرُّك الوجبات على موائد من هربوا من سكون البيت لعيش لحظات جديدة مختلفة، فترة وباء كورونا كانت باكورة الحلم، حيث لم تتمكن من ممارسة عملها في مجال الاعلام، فوجدت ضالتها في حلم عمل لفترة بشكل بدائي، ثم نام طويلا، ليستيقظ على وقع القصف وحالة الجوع وظهور الحاجة الملحة للوقوف مجددا.

حين بات حلمها مؤجلًا، ومنزلها أصبح ركامًا، وكل ما فيه من زوايا وذكريات بات ماض، حملت طفليها وخرجت كما سكان الحي تبحث عن مكان تأوي فيه طفليها وتغمض عينيهم عن أبشع مشاهد في التاريخ، لتجد نفسها تقف حلف بسطة تبتاع المخبوزات التي صنعت في كواليس من شح المواد والمعدات، واعتمدت الطرق البدائية.

مملكة من الأخشاب والبلاستيك

بالرغم من الخوف والدمار المحيط بها، قامت إسلام بجمع ما تبقى من أخشاب وأغطية بلاستيكية لتؤسس مملكتها الصغيرة في حي خانيونس غرب غزة، وهي منطقة لا تخلو من القصف والخطر. وسط حالة الرعب، وقفت إسلام بثبات، تصنع المخبوزات بيدين تشكلان مخبوزات بحب وسط الحرب.

صنع المخبوزات كوسيلة للبقاء

هجرت ضوضاء تشتعل برأسها.. لملمت ثوبها وخرجت تجمع ما يمكن اشعاله، أوقدت النار وأحضرت ما أمكنها توفيره من عجين أعدته بما تيسر لها، وأخذت تصنع مخبوزات صغيرة على قدر امكانيات سكان المكان.

أعدت اسلام الفراشيح وسندويشات الجبنة والنقانق، التي تبيعها بهامش ربح بسيط في ظل الغلاء الفاحش، ساعية  لتأمين لقمة العيش لعائلتها وسط الحرب. استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمشروعها الصغير، على أمل أن تجد من يشتري منتجاتها.

الأزمات المالية التي شهدتها المؤسسات الصحفية قبل الحرب وخلالها حولت بوصلتها نحو مشروعها الحالي، الذي يقف خلفة عائلة من ابناء وأجدادهم ينتظرون رزقا حلالا يسد جوعهم في ظلام الحرب الحالك.

بالرغم من التحديات الهائلة التي تواجهها، تقف إسلام خلف طاولتها الصغيرة بحب وإرادة للبقاء وقوف المنتصر، عله النزوح الأخير الذي تليه العودة للحياة في بيت من جدران وأسقف تحجب قسوة مشاهد القصف التي تأمل أن تصبح من طي الماضي.

حين يتوارى الضوء الممزوج بدخان الحرب، وحين يشتد ظلام الليل، تشعل اسلام ضوء الهاتف آملة بنفاذ مخبوزاتها.

كلمات مفتاحية::