محلل بلومبرغ: أزمة أسوأ من أزمة 2008 ستدفع الذهب إلى هذا المستوى القياسي!
بوابة اقتصاد فلسطين
أظهرت مؤشرات الأسهم الرئيسية مؤخرًا انتعاشًا متواضعًا بعد انخفاضات كبيرة بعد عمليات بيع الأسهم العالمية. حيث جاء هذا الانخفاض وسط مخاوف من ركود في الولايات المتحدة بسبب بيانات الوظائف المخيبة للآمال، والتي أظهرت أن الولايات المتحدة خلقت 114000 وظيفة فقط في يوليو، وهو أقل بكثير من المتوقع 185000، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ الوباء.
قام مايك ماكجلون، كبير استراتيجيي السلع الأساسية في بلومبرج إنتليجنس، برسم أوجه تشابه مع الأزمة المالية لعام 2008، محذرًا من أن الوضع الحالي قد يكون أسوأ.
قال ماكجلون: "أولاً وقبل كل شيء، انظر إلى تقلبات سوق الأسهم، مؤشر التقلب الكبير، المتوسط المتحرك لمدة 52 أسبوعًا ناقص معدل أذون الخزانة، هو منخفض كما كان في عام 2007". وأشار إلى أن نسبة القيمة السوقية لسوق الأسهم الأميركية إلى الناتج المحلي الإجمالي تبلغ الآن حوالي ضعف المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة، مقارنة بحوالي 1.3 مرة قبل الأزمة المالية، مما يشير إلى وجود خطر كبير من زيادة التقلبات في المستقبل.
مخاوف الركود العالمي والإشارات الاقتصادية
أعرب ماكجلون عن قلقه الكبير بشأن الركود العالمي المحتمل، مؤكدًا على الوضع الحرج في الصين. "تتجه الصين نحو ركود شديد للغاية، وربما كساد. فقط انظر إلى عائدات سنداتها، حيث بلغ عائد السندات لأجل 10 سنوات 2.15% ه وهو أقل بكثير من عائد سندات الخزانة الأمريكية البالغ 3.78%."
وأشار إلى أن السيناريو الحالي يختلف عن أزمة عام 2008، التي قادتها الولايات المتحدة، قائلاً: "الآن أعتقد أنها أزمة اقتصادية كليّة عالمية". ويؤكد هذا المنظور العالمي على التحديات الاقتصادية الواسعة النطاق التي تواجه العديد من الاقتصادات الكبرى، مما يساهم في زيادة اضطراب السوق.
وتعكس أسواق السلع الأساسية الأوسع نطاقًا أيضًا هذه المخاوف. على سبيل المثال، كانت أسعار النفط الخام متقلبة، متأثرة بديناميكيات العرض والطلب. ومؤخرًا، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 70 دولارًا للبرميل، مما يعكس المخاوف بشأن الطلب العالمي مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى مثل الصين وألمانيا. كما أظهر مؤشر بلومبرج للسلع الأساسية انخفاضات كبيرة، مما يشير إلى ضغوط انكماشية عبر فئات السلع المختلفة. وأشار ماكجلون إلى أن "السلع الأساسية تظهر لنا انكماشًا واضحًا"، مشيرًا إلى التصحيح الكبير في المعادن الصناعية والحبوب.
في هذه البيئة المضطربة، أكد ماكجلون على أهمية تحويل استراتيجيات الاستثمار نحو الأصول الخالية من المخاطر. "في البيئة الحالية، فإن التقليل من وزن الأصول الخطرة وزيادة وزن الأصول غير الخطرة مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية الطويلة الأجل أمر حكيم"، كما نصح.
وتوقع ماكجلون "أعتقد أن الأمر مسألة وقت قبل أن يصل الذهب إلى 3000 دولار للأوقية". وأوضح أن الأداء التاريخي للذهب خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، إلى جانب دوره كتحوط ضد انخفاض قيمة العملة، يضعه في مكانة الأصول القوية الآمنة.
كما تقدم سندات الخزانة الأميركية ملاذًا آمنًا وسط حالة عدم اليقين في السوق. وعلى الرغم من المخاوف بشأن الإنفاق بالعجز، يزعم ماكجلون أن سندات الخزانة تظل جزءًا حيويًا من استراتيجية الاستثمار الآمنة. وقال: "لا تزال سندات الخزانة الأميركية هي المكان المناسب على الرغم من حديث الناس عن الإنفاق بالعجز". ويتردد صدى هذا الشعور بسبب العائدات المرتفعة المستمرة على سندات الخزانة الأميركية مقارنة بالاقتصادات الكبرى الأخرى، مما يعكس استقرارها النسبي.