الرئيسية » رواد الإقتصاد »
 
12 آب 2024

صلاح عطا الله "ابو عمر".. عرّاب الحركة السياحية والحج المسيحي للأراضي المقدسة من بولندا

بوابة اقتصاد فلسطين

صلاح عطا الله "ابو عمر"، رجل أعمال ثمانيني، مقدسي الهوية والهوى، تم تعيينه عام 2017 قنصلا فخريا لدى بولندا في فلسطين لدوره في تعزيز العلاقة البولندية الفلسطينية في عدة مجالات تجارية وسياحية وأكاديمية وغيرها. ويعتبر عراب الحركة السياحية والحج المسيحي للأراضي المقدسة من بولندا. وهو عضو ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية المقاصد الخيرية في القدس.

ولد أبو عمر في سلوان عام 1943 وظل يدور في محيطها طيلة محطات حياته، لم يغادرها منغمسا في مجال الأعمال متناسيا جذوره، بل بقي يدور في فلكها طيلة محطات حياته.

عاصر حرب 48 وحرب 67 وحرب 73 وعدة معارك وانتفاضات وصدامات مع الاحتلال على أرض فلسطين.

يقول أبو عمر أن اسوأ أيامه كان يوم حريق القدس، والذي على إثره حصل الاحتلال على فرصته للتدخل في شؤون الأقصى من خلال مراكز الشرطة التي دخلت اسوار الاقصى ووضعت عينها على كل ما ومن فيه.

يستذكر الحدث قائلا "كان عمري 26 سنة، حين حاولت الدخول للمسجد الاقصى أثناء نشوب الحريق وتم منعي، فتوجهت الى جبل الزيتون بالطور مع رفاقي، وكنا ننظر بالمنظار للمسجد الاقصى، ثم عاودنا الدخول للمسجد، ليستوطن سواد الحريق ذكرياتنا فيصبح ذلك اليوم من أسوأ أيامنا".

أبو عمر أحد اهم رجال الاعمال المقدسيين، هو من مؤسسي شركة التامين الوطنية وجمعية رجال الأعمال في القدس وعضو في شركة فلسطين للاستثمار، وشركة بيت المال العربي، وبنك الأقصى الاسلامي، والغرفة التجارية في القدس، وعضو سابق في شركة القدس القابضة.

بدأ مسيرته في السياحة حين أنهى الثانوية العامة، ليبدأ العمل فورا في قطاع السياحة بمجال النقل السياحي مستجيبا لشغفه وتعلقه بالقدس، كما عمل في عدد من البنوك العربية بداية حياته المهنية.

يمضي رجل الاعمال المقدسي أبو عمر مسيرته وحياته ما بين منزله في القدس ومنزله الآخر في العاصمة البولندية وارسو، اسبوعان هنا واسبوعان هناك برفقة زوجته ام عمر التي لا تفارقه، ليشرف على اعماله ومشاريعه ويتابعها عن قرب، خاصة انه الوحيد الذي تمكن من تدشين جسر جوي ما بين بولندا وفلسطين .

لم يقف تقدمه في مجال الأعمال عائقا أمام روتين يومي يعتاده ليبارك يومه، يسير برفقة أصدقائه من رأس العمود للمسجد الأقصى مستثمرا كل دقيقة في ظل قبابه.

انطلاق نحو الأعمال

يعمل ابو عمر في مجال السياحة منذ 58عاما، من خلال شركات سياحية مختلفة، وآخرها هي الشركة التي اسسها في العام 2003 تحت اسم شركة القدس، وكان عدد الباصات انذاك 12 باصا الى ان وصل عددها في بعض الاحيان الى 32 باصا. يأتي ذلك في الوقت الذي أدخلت فيه الباصات السياحية في الوسط العربي عام 1974، وكان عددها تسعة باصات.

بعد احتلال القدس عام 67 استمر "ابو عمر" في العمل الذي احبه، خاصة ان القدس تعتبر مركزا هاما للسياحة الدينية والتاريخية، فعمل في بعض الشركات واسس بعضها، لينتهي به المطاف حاليا في ادارة شركة القدس للسياحة والتجارة، ليكون بذلك قد رفد القطاع السياحي باكثر من 58 عاما من خبرته .

بدأ أبو عمر العمل في مجال الاستقطاب السياحي من دول اوروبا الشرقية، وعمل على إقامة علاقات وفتح خطوط معها في بداية الثمانينيات، مع الاشارة الى استقطابه الناجح للسياح من بلدان رئيسية كثيرة في اوروبا الغربية والشرقية والولايات المتحدة منها بولندا وجنوب افريقيا وكينيا واليونان وصربيا ورومانيا والصين، اضافة الى دول تركيا وماليزيا والهند ونيجيريا، حيث القطاع السياحي يواجه صعوبات في الدول الأربعة الاخيرة في الحصول على التأشيرات لها.

تدرج في تطوره المهني من استقبال السياح البولنديين في النقل السياحي، حيث كانوا ينزلون ويقيمون في الاديرة، الى اقامة علاقات رسمية وعقود مع شركات سياحية في بولندا، اضافة الى مكاتب الحج، الكنسية، وبالتالي احضار الالاف منهم سنويا الى القدس وفلسطين، بالإضافة الى الأردن ومصر، والرقم في تصاعد حسب أبو عمر.

مهمة شركته توفير كافة احتياجات السياح عبر برامج ورزم سياحية بالتنسيق مع المكاتب والشركات السياحية، بحيث يضمن السائح التعرف الجيد على المنطقة وزيارة كافة المواقع الدينية والاثرية في القدس وبيت لحم واريحا والناصرة وطبريا وغيرها من الاماكن .

ويشير الى انه افتتح مكتبا في عمان قبل سبعة عشر عاما، والذي يقدم خدمات للسياح القادمين الى عمان اضافة الى مكتب اخر في وارسو افتتحه قبل خمسة وعشرين عاما.

دعوات للاستثمار بالقدس

يبدي أبو عمر استياءه لعدم إنصاف القدس من قبل  المستثمرين العرب وغيرهم، رغم أنه وحسب خبرته يرى أن الاستثمار في القدس ممكن ومجدي بنفس الوقت، اذا حضرت الرغبة واستحضرنا فكرة أنها القدس البوصلة. مشددا على اهمية الاستثمار في القدس وضواحيها، وذلك في قطاعات العقارات، والخدمات والمنشآت السياحية، والتعليم، والصحة، والمشاريع الصناعية الصغيرة وتكنولوجيا المعلومات، فرسالة القدس تتمثّل في تعزيز الانتماء اليها.

ويضيف: لا بد للاستثمار ان يعتمد في أنشطته على أسس مهنية تعتمد على الذات والكفاءة، والريادة والشفافية، والتنافسية والمحاسبة والحكم الرشيد، والتطوير الدائم للأداء، والتدريب المستمر للكوادر وللمواهب الخلاقة لديها، والعمل ضمن بنية مؤسساتية مهنية تتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته الجديدة في إطار ذي بعد تنموي يُسهم في توطين وتطوير مصادر نمو الاقتصاد المقدسي.

ويوضح أن الاستثمار في القدس يتميز بمقوّمات الجذب لرؤوس الأموال، لاسيما على صعيد رؤوس الأموال الفلسطينية في الوطن والداخل والشتات، داعيا كافة المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال في الوطن والشتات إلى الانضمام إلى هذا الجهد الاستثماري.

في الوقت نفسه يبدي أبو عمر استيائه من حال نائم لمكونات المدينة وضواحيها، فمنذ عام 1967 حتى الان لم يتم تطوير البنية التحتية للقطاع السياحي في القدس الشرقية، فيما يتعلق بالخدمات والمرافق.

ويقول في هذا السياق "لم يتم بناء أي فندق جديد، او حتى غرفة فندقية اضافية، سوى تحديث فندقين. بل على العكس انخفض عدد الغرف الفندقية، فمثلا فندق سافوي قرب شارع صلاح الدين تحول الى مركز تجاري يضم مكتب ومحلات، كما تم تحويل فندقي استوريا وبالاس في حي الصوانة الى مرافق تابعة لجمعية ومستشفى الهلال الاحمر، وكذلك الحال بالنسبة لفندق بلجرمز ان، وهذا يعني ان عدد الغرف الفندقية انخفض في القدس الشرقية .

ورغم أن المقدسيين دافعي ضرائب كسواهم، لكنهم لا يحظون بالمساواة في الاهتمام بالبنى التحتية والخدمات عامة بين شطري المدينة، حيث الاستمرار المتعمد في تجاهل حاجات المقدسيين ومرافقهم.

 

 

مواضيع ذات صلة