كيف تبدأ مشروعا تجاريا من دون مال في عام 2024؟
بوابة اقتصاد فلسطين
يجد كثير من الشباب في العالم العربي أنفسهم من دون عمل، إذ يبلغ معدل بطالة الشباب في المنطقة ضعف المعدل العالمي تقريبا، وقد نما بمعدل 2.5 مرة أسرع من المتوسط العالمي.
وحسب استطلاع للأمم المتحدة، سجلت المنطقة العربية معدل بطالة بنسبة 12% عام 2022، وهو الأعلى في العالم، وتحتاج الدول العربية إلى توفير أكثر من 33.3 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030، كي تكون قادرة على استيعاب العدد الكبير من الشباب الذين يدخلون سوق العمل كل عام.
لكن مهلا، يمكن مواجهة البطالة، فبدلا من الاعتماد على الدولة لتأمين الوظائف، يستطيع الشباب بدء أعمال تجارية خاصة بهم حتى لو كانوا لا يملكون المال اللازم لبدء المشروع، فثمة عدد من المشاريع التي لا تحتاج للمال أو تحتاج لقدر ضئيل منه للبدء.
نستعرض في هذا التقرير عبر "الجزيرة نت" 7 مشاريع لا تحتاج لرأس مال للبدء بها، لكنها تستلزم بعض المهارات الخاصة التي يمكن تنميتها وتطويرها، وفق عدد من المواقع والمنصات المتخصصة مثل "فوربس" وبانك أوف أميركا" و"فاوندر" و"إنفستوبيديا" وغيرها، إضافة إلى خبرات المختصين في "الجزيرة نت".
مع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار مفهوم التجارة الإلكترونية على نطاق واسع في مختلف دول العالم، صار إنشاء متجر إلكتروني أمرا سهلا وشائعا، ولا يتطلب الأمر أكثر من صفحة على منصة فيسبوك أو إنستغرام، أو استغلال منصات التجارة الإلكترونية العالمية مثل أمازون وعلي بابا وفتح متجر خاص بك فيها.
قد يتثاقل بعض الأشخاص معتقدا أن الأمر يحتاج لرأس مال من أجل شراء البضائع وتخزينها، لكن الأمر ليس كذلك، فلا تحتاج لشراء أي بضاعة أو منتج، ولا تحتاج أيضا لاستئجار مخازن لتخزين بضائعك فيها، إذ بإمكانك استخدام "الشحن المباشر".
وفي نموذج العمل هذا، يمكنك الحصول على منتجاتك من الشركات المصنعة مباشرة، وعندما يقوم أحد عملائك بتقديم طلب، فإنك ترسل الطلب إلى الشركة المصنعة الخاصة بك، والتي تتولى جميع عمليات الشحن، وترسل الحزمة مباشرة إلى عميلك، من دون أن تحتاج لشراء أو تخزين أي شيء.
وقال رائد الأعمال الشاب، عبدالله الهياجنة، في تقرير سابق لـ"الجزيرة نت" إنه بدأ مشروع شركته "زاجل" باستخدام مفهوم "الشحن المباشر"، والتي تعتمد على توجيه الطلبات المباشرة إلى موردين أو مصنعين للمنتجات من دون الحاجة إلى شرائها وتخزينها بشكل مسبق مثل المتاجر المحلية التقليدية.
ولت الأيام التي كنت تحتاج فيها لامتلاك مصنع لتصنيع منتج مادي، واليوم، يمكن لأي شخص لديه اختراع أو فكرة مبتكرة أن يصبح صانعا من غرفة المعيشة الخاصة به.
إذا كانت لديك فكرة رائعة لمنتج ما، فثمة منصات يمكنك من خلالها العثور على مصنعين مستقلين لإنشاء نموذج أولي بسعر لا يتعدى بضعة دولارات ثم التواصل مع مصنع لإنشاء عينة مجانية لك من منتجك الجديد المبتكر.
تستطيع إيجاد مثل هذه المصانع في مدينتك، أو من خلال منصات تحتوي على عدد كبير من هذه المصانع مثل منصة ميكرز رو أو علي بابا قبل أن تستثمر فلسا واحدا في تصنيعه.
والخطوة التالية هي تحميل صورة لمنتجك على فيسبوك أو إنستغرام، والترويج له عبر هذه المنصات، كما يمكنك شراء إعلانات رخيصة الثمن عبر الإنترنت لجذب الزيارات إليها، وتلقي الطلبات المسبقة.
وبمجرد حصولك على ما يكفي من الطلبات المسبقة، يمكنك استخدام هذه الأموال للتعاقد مع مصنع لصنع هذه المنتجات لعملائك وزبائنك، أما إذا لم تتلق أي طلبات، فستعرف أن منتجك عديم القيمة قبل أن تنفق أي أموال، ويمكنك الانتقال إلى فكرتك التالية.
تُعد الطباعة حسب الطلب من الناحية الفنية شكلا من أشكال الشحن المباشر، لكنها تستحق قسما خاصا بها لقيام العديد من الأشخاص حول العالم بامتهان هذه المهنة.
ومن خلال الطباعة حسب الطلب، يُمكنك تقديم تصميمات معدة مسبقا يمكن طباعتها على عناصر مختلفة، مثل القمصان وأكواب القهوة وحافظات الهاتف وحقائب اليد وغيرها.
عندما يقدم عميلك طلبا عبر صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعي، أو موقع الويب الخاص بك (إذا كان لديك موقع)، سترسل الطلب إلى الشركة المصنعة للطباعة حسب الطلب، والتي ستطبع العناصر على الفور وتشحنها مباشرة إلى عملائك دون تدخل منك.
وعندما يتعلق الأمر بالتصميمات، يمكنك شراء تصميمات معدة مسبقا، أو إنشاء تصميمات خاصة بك إذا كانت لديك مهارات التصميم، أو استئجار مصممي غرافيك بسعر رخيص من مواقع مثل "فيفر" و"أب وورك" أو غيرها.
تضع بعض المنصات المتخصصة مشروع إنشاء المحتوى في مقدمة المشاريع التي لا تحتاج إلى رأس مال، وقد يكون الحق معها في ذلك، فثمة صناع محتوى في العالم الذين يكسبون عشرات آلاف الدولارات سنويا من إنشاء المحتوى وتسويقه، ولكن هذا النجاح لا يحدث بين عشية وضحاها بل يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.
إذا كنت مهووسا بوسائل التواصل الاجتماعي، فليس أسهل من أن تكون صانعا للمحتوى على المنصة التي تستخدمها أكثر من غيرها، فعملية إنشاء فيديو قصير أو منشور لا تأخذ كثيرا من الوقت، لكن الأهم من ذلك هو المحتوى الذي تختاره، وهنا ننصحك بالتركيز على المجال الذي تبرع فيه وتحبه، ولديك خبرة مسبقة فيه.
فمثلا إن كنت من هواة الألعاب الإلكترونية تستطيع إنشاء محتوى متخصص حول اللعبة التي تفضلها، وإذا كنت من عشاق التصميم الإلكتروني والبرمجيات وآخر صيحات التكنولوجيا فننصحك بإنشاء محتوى حول هذا المضمون.
وبعد أن تضمن وجود عدد متابعين جيد لك تستطيع البدء بكسب المال عن طريق بيع البضائع والتسويق للمنتجات والعلامات التجارية وغيرها.
يمكن أن يُدر العمل التجاري للتدريس أو التدريب عبر الإنترنت كثيرا من المال بتكاليف أولية قليلة أو معدومة، فكل ما ستحتاج إليه هو الخبرة في مجال أو موضوع معين، وبعد ذلك، ستحتاج فقط إلى تعلم كيفية تسويق معرفتك وبيعها.
وسواء كان الأمر يتعلق بالمواضيع الأكاديمية، أو دروس الموسيقى، أو تدريبات اللياقة البدنية، أو لغات البرمجة والتصميم الجديدة، أو اللغات الحية، أو ألعاب الفيديو، أو في مجال العلوم المختلفة كالرياضيات والكيمياء وغيرها فهناك طلب كبير ومتزايد على تعلم هذه المجالات في شتى أنحاء العالم.
وفيما يلي بعض الأفكار لتحقيق الدخل من خبرتك كمدرب أو مدرس عبر الإنترنت:
يتيح هذا النموذج قدرا أكبر من المرونة والقابلية للتوسع والتطور، مما يمكّنك من توسيع عروضك وقاعدة عملائك بمرور الوقت وفقا لميزانيتك وجدولك الزمني.
هذا عمل مزدهر هذه الأيام، وسيبقى كذلك في المستقبل المنظور، لكن يحتاج الأمر منك إلى تعلم فن التسويق الإلكتروني وإدارة منصات التواصل، وثمة كثير من البرامج المجانية عبر شبكة الإنترنت التي تستطيع التعلم من خلالها، لتصبح محترفا خلال فترة زمنية ليست طويلة.
ويوجد العديد من المؤسسات والشركات التي تفضل أن تعين "عن بعد" مسوقين إلكترونيين ومدراء لمنصاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من تعيين موظفين رسميين يكلفونها كثيرا من المال على شكل رواتب وتأمين صحي، وضمان اجتماعي، وغيرها من التكاليف التي ترغب الشركات بتجنبها.
مشروع آخر لا يحتاج إلى رأس مال هو مشروع المطبخ المنزلي، فإذا كنت أو كنتِ تجيدين الطهو وصناعة الحلويات، فلا أسهل من افتتاح مطبخ منزلي خاص بك، ولا يحتاج الأمر إلى شراء بعض المواد الأولية لصناعة الوجبات والحلويات، وصفحة خاصة بك على فيسبوك أو إنستغرام، وبعض العلاقات العامة الجيدة لبدء مشروعك.
وقالت السيدة فاطمة الصالح في تقرير سابق لـ"الجزيرة نت" إنها بدأت مشروع المطبخ المنزلي الخاص بها برأس مال لا يزيد على 14 دولارا، وصفحة على فيسبوك، وباعت منتجاتها أول الأمر لمعلمات المدارس القريبة من منزلها، وهي الآن تحقق دخلا ممتازا يكفيها وعائلتها وتخطط للتوسع.
وأخيرا، تذكر أن أفضل عمل تبدأه بدون أموال هو ذلك الذي يسمح لك باستخدام مهاراتك ومعرفتك ومواردك بطريقة تحقق أقصى عائد وأقصى قدر من المتعة لك.