كيف تزيد من إنتاجيتك في شهر رمضان؟
على الرغم من جمال ولطافة الأجواء الرمضانية إلا أنها قد تصبح عائقا في طريق الكثيرين ممن يحاولون الحفاظ على إنتاجيتهم أثناء الصيام، فالنوم المتقطع وقلة النوم بالإضافة لقلة الطعام والشراب خلال النهار قد تسبب انخفاضا في الإنتاج خاصة مع تناقص نسب الكافايين في الجسم الذي يسبب نقص التركيز عند الأشخاص المعتادين عليه.
إن التغيير في نمط الحياة الروتينية في رمضان ليس سهلا، فمن الصعب كثيرا المحافظة على الوتيرة نفسها من الإنتاجية خاصة إذا كانت المهمات اليومية أو الأعمال التي على عاتقنا تحتاج لتركيز ونشاط عالي. نقدم لكم في هذا المقال بعض النصائح المفيدة والصحية للحفاظ على الإنتاجية والتركيز بطريقة مرضية دون تقصير يذكر.
إن كنت من الأشخاص الذين لا يمكنهم الابتعاد عن الطعام لفترات طويلة، فمن المهم أن تتأكد من حصولك على وجبات مغذية وصحية وغنية على وجبتي السحور والإفطار.
بدايةً، من الضروري جدا ألا تفوت وجبة السحور أبدا، فهي تساعدك على التركيز والحفاظ على نشاطك خلال النهار، ومن دون شك إن أجسامنا تحتاج للحصول على إمدادات من الطاقة تكفينا للاستمرار لفترات طويلة دون طعام أو شراب، وسيكون يومك صعبا ومتعبا إن لم تحصل على كفايتك من الأغذية والطاقة.
إن طبيعة الطعام الذي تتناوله على وجبة السحور لا تقل أهمية عن الوجبة بحد ذاتها، فيجب عليك تناول الأطعمة الصحية الغنية بالكربوهيدرات والبروتين وتحتوي على الكثير من المعادن والفيتامينات من أجل الحفاظ على نظامك الغذائي متوازنا.
توجد الكثير من الأطعمة التي تعتبر خيارا مناسبا لوجبة السحور ومن أهمها المأكولات الغنية بالألياف، فالألياف تحتاج لوقت طويلا ليتم هضمها وهي تساهم في شعورك بالامتلاء لوقت طويل خلال النهار وبالتالي الحفاظ على تركيزك.
من المهم أيضا الابتعاد عن الأطعمة المالحة لتجنب الشعور بالعطش الشديد خلال اليوم، أيضا يفضل تناول إفطار خفيف لكي لا تشعر بالتعب والكسل بعده مما يقلل من نشاطك ويحد من إنتاجيتك.
الزبادي من أهم الوجبات المعتادة على السحور، ويمكنك استبدال الزبادي العادي بالزبادي اليوناني فهو غني أكثر بالبروتين ويجعلك تشعر بالامتلاء في اليوم التالي. وللمحافظة على النشاط يفضل الابتعاد عن الطعام المقلي و السكريات على وجبة السحور، فهي تشعرك بالخمول والتعب أثناء اليوم. أما بالنسبة للكافايين، فإنه يزيد من شعورك بالعطش خلال فترة الصيام ويسبب لك مشاكل في النوم إذا شربته بعد الإفطار، لذلك يفضل الابتعاد عن الكافايين خلال شهر رمضان.
قد تتساءل عما إذا كانت التمارين الرياضية شيئا مقبولا خلال الصيام في رمضان، والإجابة هي بالطبع، وكونك صائما لا يعني أنه لا يمكنك الالتزام بنظام صحي رياضي بشكل يومي.
إن تخصيص وقت محدد لممارسة الرياضة كل يوم في رمضان يمنحك طاقة ويساعدك على التركيز بشكل أفضل في عملك. إن التمرين يحافظ على بقائك نشيطا طوال اليوم، لأن ممارسة التمارين الرياضية تعمل على إفراز مادة الأندروفين في الجسم، والأندروفين بدوره يقوم بتحسين حالتك المزاجية وتعزيز طاقتك، وبالتالي تبقى منتعشا وتشعر بالحافز وتزيد من إنتاجيتك.
من المهم والضروري أن نعرف أن أجسامنا تتفاعل بطريقة مختلفة مع التمارين، يجب علينا ممارسة التمارين الخفيفة كصعود الدرج بدلا من أخذ المصعد والذهاب للعمل مشيا بدلا من قيادة السيارة ويمكنك الهرولة وممارسة بعض التمارين الهوائية، ولكن يجب أن تبتعد عن التمارين الكثيفة ورفع الأثقال في حالة الصيام، إذ أنه من المهم ألا تضغط على جسدك عندما يتعلق الأمر بالتمرين أثناء الصيام.
إن هذه الأنشطة تزيد من الإنتاجية وتقلل من النعاس في ساعات النهار، فمن المهم أن تمشي قليلا حتى في أثناء العمل إذا شعرت بالنعاس، فالمشي يساعدك على إعادة نشاطك والسماح لك بالتركيز من جديد.
ينصح كثيرا بممارسة الرياضة أثناء الصيام لأنها أكثر فعالية في حرق الدهون وتحدث تأثيرا أفضل على الجسم. وأفضل توقيت لممارسة الرياضة إما بعد الإفطار بساعة أو قبل السحور بعدة ساعات حتى يتسنى لك أن تجدد طاقتك بعد ذلك.
الكثيرون يعانون من مشاكل في النوم خلال فترة شهر رمضان، إذ أن الجسم والعقل غالبا ما يميلون ويفضلون الكسل في حالة نقص النوم وعدم نيل الكفاية منه، كما أنك تستيقظ في ساعات الفجر حتى تقوم بالسحور فإنك بذلك تخسر بعض ساعات النوم.
إن المحافظة على نظام نومك له أهمية هائلة في المحافظة على نظامك اليومي، ولذلك يجب أن تكون لطيفا مع جسدك وأن تمنحه عدد ساعات النوم الكافي، وبالتالي يجب وضع جدول تنظم فيه ساعات نومك وتكفل لجسمك عدد ساعات النوم الكافية.
من جانب آخر فإن النوم المفرط والمبالغ أثناء فترة الصيام ليس جيدا، لأنك تقوم بتضييع وقتك دون أن تقوم بالإنتاج.
من المهم خلال شهر رمضان إعادة تنظيم وقتك وبرنامجك اليومي بشكل يختلف عن برنامجك السابق، إذ أن التخطيط ليومك وتنظيم وقتك يبقيك نشطا ويضمن التركيز العالي ويبعدك عن إضاعة الوقت حتى وقت الإفطار لكي تستغله بعمل منتج.
إذا كنت من الأشخاص الذين ينكبّون على عملهم بجهد مفرط، فعليك بتنظيم وقتك بحيث تنجز قسما كبيرا من العمل حتى وقت الظهيرة وبذلك تعتبر قد وفّقت في القيام بوظيفتك بشكل مريح أثناء صيامك، ويكون لوجود جدول لتنظيم الوقت وروتين يومي دور مهم في إشغالك عن التفكير بالطعام والشراب.
أحياناً قد لا تشعر بالوقت الطويل الذي تقضيه في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو الدردشة مع الأصدقاء والانشغال بهاتفك المحمول لساعات، وتدرك الوقت الضائع بعد فوات الأوان، لذلك من المهم جدا التخلص من المشتتات حولك لتحافظ على تركيزك وإنتاجيتك.
إن الملهيات من الأسباب الرئيسية لقلة الإنتاجية والتسويف وبالتالي قد تواجه صعوبات في التركيز في عملك. ولتجنب المشتتات توجد عدة وسائل مثل تسجيل الخروج من حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ببساطة يمكنك ضبط هاتفك على الوضع الصامت، والتخلص من كل شيء من شأنه أن يشتت انتباهك ويتسبب بتعطيلك عن عملك.