المهندس مؤيد الريماوي.. من المحلية إلى العالمية
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
طالما اعتبرت النفايات في فلسطين مصدر قلق بيئي واقتصادي، وشكلت عبئا في التخلص منها في معظم الأحيان، ويبلغ الناتج اليومي لمدينة رام الله -على سبيل المثال- 95 طنا، ويكلف التخلص منها سنويا ما يقارب 1الى 2 مليون دولار حسب تقارير مختصة.
المهندس مؤيد الريماوي، ابن بلدة بيت ريما قضاء رام الله، يبلغ من العمر 35 عاما، مهندس معماري، تخرج من جامعة بوليتيكنك فلسطين، بالإضافة لكونه خريج ماجستير تخطيط عمراني من جامعة بيرزيت، نجح في تغيير الصورة النمطية للنفايات، وتحويل الأنظار نحو استغلالها وتحويلها لمنتج صديق للبيئة، حيث عمل على استحداث مشروع لتحويل بعض النفايات لمواد عزل، حصل على اثره على جوائز محلية وعالمية، اخر هذه الجوائز كان قد حصل عليها نهاية عام 2022، في مسابقة فولينغ وولز في ألمانيا (Falling walls.)
البدايات..
أسس الريماوي شركة لمواد العزل أسماها (شركة هيندار)، حصل على ترخيصها عام 2002، ومجال عملها عزل الحجر والباطون والبلاط والأسطح، وهكذا.
طاقم الشركة مكون من مهندسين اثنين، واداري ومسؤول تسويق للصفحة وعمال يعملون في الميدان.
الفكرة الاساسية للمشروع كانت استخدام بعض أنواع النفايات التي يصعب تحللها في الطبيعة، واستخدامها لتكون منتجا يفيد الناس لفترة طويلة، بالتالي تحقق لديه منفعتين منها، من ناحية ساهم في تخليص البيئة من النفايات، ومن ناحية أخرى خرج بمنتج مفيد للناس باستخدامه كافة أنواع النفايات، ولعل أهمها النفايات البلاستيكية التي لا تتحلل لمئات السنين.
ويستهدف منتج مواد العزل كافة الفئات من مساكن عادية الى متاجر واسكانات وما شابه.
آلية العمل..
يجمع الريماوي النفايات حسب حاجته لها، بالتعاون مع مطاعم معينة والتي تنتج كميات ضخمة من النفايات على شكل صحون وملاعق وغيره من النفايات البلاستكية، يجمعها من هذه المطاعم، وفي حال لزم الأمر يقوم بجمع النفايات من البيئة نفسها، وذلك باستخدام سيارات نقل خاصة.
تتم عملية انتاج مواد العزل بمراحل عدة، تبدأ بتنظيف النفايات التي تخضع لاحقا لعمليات كيميائية، من تذويب وإضافات حتى تتماسك، ثم يوزنها ويعلبها ويبيعها على شكل منتج للحجر والبلاط والأسطح وما شابه.
مميزات المنتج
يقول الريماوي أن الجميل في هذه المنتجات أن عمرها الافتراضي يكون أكبر من عمر المواد الأخرى الشبيهة، مثل الزفتة البيضاء وما شابه، كما أن سميتها قليلة، بالتالي هي صديقة للبيئة إضافة الى دخول العزل الحراري فيها وسهولة استخدامها مقارنة بالمواد الأخرى .
ومن حيث التكلفة يوضح أن المنتج أعلى تكلفة بشكل طفيف من تكلفة المنتج العادي بحسبة اولية، لكن فعليا جودته أفضل ويدوم أطول بحيث يخدم لثلاثة أضعاف المدة التي يخدمها المنتج العادي.
الهدف، السوق الخارجي
استطاع الريماوي الحصول على براءة اختراع لمنتجه الذي حصل على إقبال جيد، خاصة في ظل ثقافة لا تولي للبيئة اهتماما كبيرا نوعا ما في فلسطين، لكنه تمكن من الامتداد في الضفة وحجز سوق له، ليتمكن فيما بعد من الوصول بمنتجه للداخل المحتل والقدس، بل واستطاع أن يجد سوقا له بالخارج بحصوله على طلبيات من اسبانيا، وذلك إثر مشاركته في فعالية هناك، ومن هنا أخذ الريماوي يركز جهوده في الانتشار بالسوق الخارجي.
يطمح الريماوي لإنشاء فروع لشركته في الخارج، والتوسع أكثر في السوق، كونه يرى أن العمل بالخارج لأسباب عدة تتعلق بالتحرر من قيود ومعيقات الاحتلال، إضافة للاهتمام الكبير بالجانب البيئي بالخارج.
يقول الريماوي أن من أبرز معيقات العمل لشركته غزو المنتجات الاسرائيلية للسوق الفلسطيني، إضافة الى صعوبة توفير المذيبات والمواد اللازمة للعمل، كما أن تقبل الناس للفكرة بدأ ضعيفا، لكنه الآن يزداد بشكل تدريجي، حيث لا تتوفر لدينا ثقافة تفضيل المواد الصديقة للبيئة بشكل واسع بين الناس.
يفخر الريماوي بشاركته في العديد من الحملات والمسابقات، كانت منها حصوله على جائزة رام الله للمبادرات البيئية، والتي حصل عليها قبل سنتين، لكنه بذات الوقت يستنكر عدم الإهتمام بالمشروع كما يجب، وقال إن الأمر اقتصر على الدرع والشهادة دون أي اسناد آخر.
كما شارك بأكثر من مسابقة، ففي عام 2019 شارك في مسابقة ضمن المشاريع الخطرة، حصل فيها على المرتبة الثالثة، ومسابقة أخرى كانت لجامعة في بلغاريا وهي للمشاريع الابداعية، حصل خلالها على الميدالية الذهبية، وثالثها المسابقة في برلين وهي مسابقة الفولينغ وولز والتي على إثرها تم نقل المشروع من المحلية للعالمية.