14 عاملا لقوا مصرعهم في حوادث العمل خلال أقل من شهرين
بوابة اقتصاد فلسطين
لقي 14 عاملا مصارعهم في حوادث العمل باسرائيل، منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، دون أن يتحرك المسؤولون لتوفير السلامة للعمال، وخصوصا في قطاع البناء.
يستدل من المعطيات والإحصاءات المتوفرة أن 14 عاملا لقوا مصارعهم في حوادث العمل في اسرائيل، منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم.
وتسير حوادث العمل في المجتمع العربي بوتيرة تصاعديّة خطيرة، من حيث ارتفاع أعداد القتلى والإصابات في ورشات العمل وخاصة فرع البناء.
وضحايا حوادث العمل منذ مطلع العام الجاري 2023 ولغاية اليوم، هُم: بلال خالد عاصلة (46 عاما) من عرابة البطوف، وعقاب سابا (48 عاما) من بلدة عسفيا، ومجيد حديد (50 عاما) من بلدة دالية الكرمل، ومحمد جمال زعبي (40 عاما)، من بلدة سولم، ومحمد محمود النتشة (56 عاما) من الخليل، و ياسر حسن زعبوط، في الثلاثينيات من العمر، من مخيم نور شمس بطولكرم، ومحمد ياسين الخطيب (28 عاما) من بلدة سرطة القريبة من نابلس، ويوسف مرعي الطردة (24 عاما) من بلدة تفوح قرب الخليل، وخمسة عمال أجانب، وعامل يهودي من إسرائيل.
ووفقا لجمعية "عنوان العامل" فإن فرع البناء هو الفرع المتصدر بعدد ضحايا العمل، وقد حصد مئات العمال في الأعوام الأخيرة، ونسبة ضحايا عمال البناء وصلت إلى 56% من مجمل عدد الضحايا، على الرغم من أن نسبتهم بسوق العمل لا تتعدى 8%.
وأوضحت الجمعية العمالية أن أسباب ارتفاع عدد ضحايا العمل عديدة وأبرزها عدد المراقبين المتدني، وانعدام آليات ردع، وعدم وجود سلطة مسؤولة عن رفع مستوى السلامة في ورشات العمل.
وأشارت إلى أنه "بيد مديرية السلامة المعلومات لعدد حوادث العمل وبإمكانها نشر هذه المعلومات فور وقوع الحادث، كما أن بحوزتها معلومات وبيانات حول أسباب وقوع الحادث والخلل الذي أدى لوقوعه، ولديها القدرة على تجميع هذه المعلومات وتحليلها والتوصل لحلول وآليات لمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلًا، وبذلك الحفاظ على حياة العمال، ولكن بدلا من ذلك تقوم المؤسسات بإخفاء هذه المعلومات، إذ لم تقم مديرية السلامة بنشر أي تقرير يحذر من المخاطر بورشات العمل".
وكان مسؤول الأمان والسلامة المهنية، د. سامي سعدي من عرابة البطوف، قد أوضح في حديث سابق لـ"عرب 48" الأسباب التي تؤدي لإصابات العمل، إذ رأى أنها "ناتجة عن عاملين مهمين، هُما العامل والمشغِل، حيثلا يأخذ العامل حذره، كما يجب، أو أنّ المشغل لا يعطي الواجب المفترض إعطاؤه أو تقديم التوعية اللازمة للعمال. من هنا فإنّ الجهتين (العامل والمشغل) كلاهما مقصران بحق نفسيهما، بكل ما يتعلق بالسلامة والأمان في العمل".
وأكد د. سعدي أنه "بحسب الإحصاءات، هناك عمليًا 95% من الإصابات سببها العامل البشري، بينها أخطاء إنسانيّة أو تصرف غير صحيح، تصرف مهمِل، أي أنّ تصرف الإنسان هو السبب المباشر لحوادث العمل، وهناك الكثير من الحالات التي لا يكون فيها الخطأ من العامل، وإنما هي خطأ مدير العمل أو المقاول، وإذا كنا نتحدث عن ورشات العمل فمعظم الحوادث الصعبة التي تحدث في الفترة الأخيرة تقع في ورشات البناء، وهنا نشير إلى مدى الخطورة عندما تقع معظم الحوادث في ورشات البناء، وقد تزيد نسبة الوفيات عن النصف".
وفي السياق، لقي 73 عاملا مصارعهم في حوادث عمل مختلفة باسرائيل، في العام الماضي 2022.
وفي العام 2021 بلغ عدد ضحايا العمل في الصناعة والتجارة والخدمات والزراعة والبناء 66 ضحية، أكثر من نصفهم من عمال البناء العرب.
ولقي 65 عاملا بينهم 47 من منطقة الضفة الغربية المحتلة مصارعهم في حوادث العمل بورشات البناء في اسرائيل خلال العام 2020، وفي العام 2019 لقي 47 عاملا مصارعهم، إضافة إلى 39 عاملا في العام 2018.
يذكر أن حوادث العمل ازدادت، في الأعوام الأخيرة، الأمر الذي تسبب بمصرع مئات العمال في ورشات عمل، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين من كلا جانبي الخط الأخضر، وعمال أجانب، وذلك في ظل إهمال السلطات وحتى النقابات المهنية لهذه الحوادث وأسبابها، سيما انعدام وسائل الأمان والمراقبة الفعلية لتطبيق شروط السلامة العامة للعمال.